نيروز الإخبارية : كتب الدكتور ماجد الخواجا
اتصل بي صديقي من الرياض موجها سؤالا مباشرا : ماذا يحدث في الأردن ؟
قلت له : يحدث الخير بإذان الله ، أجابني وهو موجوع : لقد توفى لنا اثنان هذا اليوم رجل وإمرأة بعد دخولهما للمستشفى بأربع وعشرين ساعة وبعد أن تم تشخيصهما على أنهما مصابان بالكورونا.
قلت له : هذه الأعمار بيد الله،وهذه الكورونا تحصد الأرواح طالما لم نصل إلى لقاح أو علاج للوباء.
قال: ونعم بالله وبكل أقداره، لكن ما هي الإبرة التي تعطى لمرضى الكورونا أول دخولهم للمستشفيات ؟
لقد توفى الإثنان بعد أن تم إعطاؤهما هذه الإبرة حيث لم يستمرا في الحياة أكثر من 24 ساعة وما لبثا أن فارقا الحياة .
أجبته بعفوية : لقد سمعت عن أن المرضى الذين يتم إدخالهم إلى المستشفيات كمصابين بالكورونا، يتم إعطائهم إبرة معينة ، وقد تناهى إلي أن منهم وبعد أخذه للإبرة يتوفى ، ولا أدري ما حقيقة ذلك،وهل للإبرة دور في الوفاة، وهل هي نوع مكمل أو ابتدائي لرحلة العلاج، هل هي مخدر أم منشط أم مثبط، هل هي نوع من الأدوية التي يتم التجريب فيها على المرضى ؟
أجابني : لماذا هذا العدد الكبير من الوفيات ، ثم لماذا لم تحدث حالة وفاة واحدة لمصابين لم يدخلوا المستشفيات وحجروا أنفسهم في منازلهم؟ لماذا الوفيات لمن يدخلون المستشفيات، مع أن المنطق يفترض بأن الدخول للمستشفى معناه وجود الرعاية وسبل الوقاية التي تحمي المرضى، وأن الوفيات ينبغي أن تكون أكثر في الحالات التي لا تدخل المستشفيات .
عاود التوجع في أسئلته حيث قال : أنت تعرف تفاصيل ما جرى مع والدتي في المستشفى الخاص الذي بالواسطة قبل إدخالها، حيث تم إجراء فحص للكورونا قبل الإدخال لها وكانت النتيجة سلبية، وقبل خروجها تم الفحص لها مرة ثانية فظهرت النتيجة إيجابية، أي أن الكورونا أصيبت بها داخل المستشفى وهي تحت الرعاية والعناية الطبية، ولم تكمل أمي أكثر من 11 يوم في المستشفى تحت المراقبة فقط، ولم يجر لها أية عمليات صغرى أوكبرى، فقط متابعة ورعاية وإقامة، فاتورة المستشفى وصلت إلى 13 ألف دينار ومع الخصم أجبرنا على دفع 11 ألف دينار، ولم يمض على خروجها يومين حتى توفت إلى رحمة الله. أي أننا بعد أن أدخلناها لأسباب مرضية ليس من بينها الكورونا، أصيبت بالكورونا، ثم أجبرونا على دفع 11 ألف دينار ، ثم سلمونا إياها جثة متوفاة.
لماذا هذا الفحش في فواتير المستشفيات الخاصة ؟ لماذا هذا الاستغلال المعيب لكارثة ووباءعام ، حيث لم تعد تسمع بفاتورة أقل من 5000 دينار في المستشفيات الخاصة بمعدل 1000 دينار يوميا لمصاب الكورونا الذي لا علاج له إلا إذا استدعت الحالة بوضعه على أجهزة التنفس ومتابعة حالته إنكان يعاني من أمراض مزمنة .
الآن المشهد الصحي في الأردن كالآتي : خيار المستشفيات العامة هو خيار بائس في ظل تنامي الأعداد الكبيرة مما يشكل ضغطا هائلا على الكادر الصحي وإمكاناته، ويصبح خيار من لا يمتلك الخيار .
أما الخيار الثاني والمتمثل في المستشفيات الخاصة، فهو خيار بائس أكثر كونه لا توجد علاجات لهذا الوباء ، ومع وجود بروتوكول طبي عام يفترض الالتزام به من قبل الكادر الصحي في القطاعين العام والخاص، فإن الفارق الوحيد هو في وجود اهتمام ورعاية وإقامة أفضل في الخاص ، لكن هذا الاهتمام ليس بدون مقابل، بل يتم حلب المواطن بآلاف الدنانير ، ثم يتم تسليمه جثة المتوفى .
نجمل الأسئلة لوزير الصحة ورئيس لجنة الأوبئة على النحو الآتي :
ما الذي يجري في البلد صحيا ؟
ماذا يجري مع مرضى الكورونا ؟
ما هي الإبرة التي يتم حقن المرضى بها أول دخولهم للمستشفى؟
ما هو سبب وفاة كثيرين ممن يعطون الإبرة بعد وقت قصير ؟
لماذا السكوت عن كل الفحش الذي تمارسه المستشفيات الخاصة وفواتيرها ؟
أسئلة لا تنتظر إجابات منمقة وتلفزيونية لأنها نابعة من وجع كل مواطن ، وجع أصبح لكثرة الإعتياد عليه هو السائد ، نحن الشعب الموجوع نريد أن نطمئن لأسباب موتنا فقط !