يراودنا جميعا سؤال مركزي وهو كيف لنا أن نحول أكبر الخاسرين في الانتخابات القادمة إلى فائز..؟ بداية هذا الخاسر ليس شخصا أو طرفا سياسيا، بل هو امل المواطن الاردني، وهو أيضا حاجة ضرورية وملحة، إنه إرادة التغير.
رغم وجود قناعة بأن العملية الانتخابية في ظل وجود قانونها الذي يحكمها ، ستعيد خلط الأوراق ولن تسمح بجلوس أي لاعب جديد إلى الطاولة، خصوصا القوى الحزبية، وذلك كون قانون الانتخاب الحالي وضع ثوابت ومداخل ومخارج تسمح لعدد محدد من الذين يمتلكون قدرات تتوافق مع متطلبات القانون واجتياز هذه الانتخابات ، وعليه سيبقى اي مجلس بمثابة استنساخ أمين للمجالس التي سبقته..؟
من هنا فأن إرادة التغير ، هي وحدها في ظل هذا القانون تستطيع قيادة الأمر، والشباب هم من سيتولون هذه المهمة.. وهم يعلمون بأن إرادة التغير أن فشلت مرة، فإن لديها القدرة أن تعبر عن نفسها في المرة التالية بقوة أكبر..
ونعلم جميعا أن الجذب الاقتراعي مستحيل بلا رفع لواء محاربة الفساد ومكافحة الفقر و التصدي للبطالة وتوفير الخدمات العامة ورعاية الشباب ودعم المرأة.. هذه الشعارات التي ترفع تمكن رافعوها من المفاخرة، الا انها بالحقيقة لا تجذب المواطنين كون الأيادي التي ترفعها والحناجر التي تصدح بها هي نفسها من تتقاسم الغنيمة وتحاول الحصول على السلطة والنفوذ والثروة والجاه والمنصب وتسيطر على الإدارة وبالتالي هي المشكو منها..؟
والواقع بأننا بحاجة لإيجاد مساحة للقوى السياسية المعبرة عن تطلعات التغير واحد أركان الديمقراطية، وكلنا نعي أن قانون الانتخاب يمثل شد عصب للانتماءات الأولية، مما دعى الكتل والمرشحين لاعتماد الانتماءات الأساسية الأولية كالعائلة والعشيرة والمنطقة، نتج عنه عدم وجود برامج سياسية تحاسب عليها، فبقت شعاراتها ضمن إطار العموميات حيث يصعب محاسبتها، وحصر اهتمامها بمصالحها، فأصبح الناخب كما هو المرشح يلتقيان على الهدف نفسه بما يؤهلهما لتبادل المنافع..
الا اننا نأمل بالتغير من خلال شريحة الشباب، الذين لم يجدوا من يمكن أن يمثل تطلعهم للتغير وهم الذين تقع إرادة التغير عليهم.
بإمكان شباب الوطن لعب دور كبير في التصويت خارج القواعد الأولية والمناطقية والعشائرية، والانطلاق للتصويت لمن يمثل الوطن، وإرسال رسالة لعقل الدولة بأنه لا بد من أن تتحرك في هذا الاتجاه من خلال الأقدام على وضع قانون انتخاب عصري يكون نتاجه التغير الذي يشجع عليه ويدعو له جلالة الملك المفدى، ليعبر عن حقيقة المجتمع وتطلعاته..
فيا أيها الشباب،، عليكم تلقى المسؤولية اليوم للمشاركة بقوة واختيار الأنسب والأجدر والأفضل لما فيه مصلحة الوطن.