تربطني علاقة صداقة ومودة مع اخي ابومحمد منذ خدمته في مجلس امانة عمان، وزمالتي معه في مجلس النواب، فالنائب يحيى السعود رحمة الله كان يتمتع بكاريزما خاصة تميزه وامتاز بها، فلقد كان ذلك المعارض المحبوب والمنتقد المقبول والزميل صاحب الظل الخفيف مع كل زملائه، لذا كان كلامه مؤثر كونة قريبا من الجميع وحديث مقبول مهما قال او تحرك بفعل مصحوب بحركة، كيف لا، فانه يحيى...
عشق ابو محمد فلسطين فكان فلسطينيا اكثر من الرئيس الفلسطيني الذي منحه وسام القدس، ودافع ببسالة عن قضيته الفلسطينية التي امن بها فتحدى اعضاء الكنيسة كما ذهب للمشاركة في سفينة الحرية الى غزة، ووقف مدافعا ببسالة عن القضية الفلسطينية في كل المحافل العربية والغربية الرسمية والشعبية، حتى غدا افضل من يتحدث عن فلسطين شعبيا، وافضل من يؤثر في دوائر التاثير الشعبي لصالح فلسطين وقضيتها العادلة فارتبط بها وميزته دون غير ممن عملوا من اجلها.
يحيى السعود رئيس لجنة فلسطين النيابية الذي دعمته وكنت الى جانبه منذ ان تسلم زمامها، اتخذت من هذه اللجنة النيابية قصة ابداع ومنبر حديث من اجل اتخاذ مواقف لصالح فلسطين وقضيتها العادلة فلقد ابدع رحمة الله في الدفاع عن فلسطين التي شكلت له القضية وليست كأي قضية من قضاياه باعتباره محاميا شاطرا، بل شكلت لابي محمد قضية وطنية وقومية وقيمية آمن بها وعمل من اجلها.
الطفيلي، الذي حمله شباب الوحدات الى العبدلي ليمثلهم في قبة البرلمان، لانه حمل همومهم وقضيتهم فشكل رمزية شعبية بمذاق سياسي مختلف، وهو يحيى السعود ابن الطفيلة الهاشمية الذي عشق الاردن فكان نعم النشمي الوفي واحب مليكه فان نعم الابن البار بقيادة ولقيادته، فشكل حالة عمانية جسدت الوحدة الوطنية بطابع الشكل وحسن الاداء.
وبرحيل ابو محمد يكون المجتمع الاردني كما الفلسطيني قد فقد احد فرسانه الذي اعطى من جهده للعمل العام وامضى جل وقته في خدمة المتطلبات الشعبية والقضايا الوطنية وعلى راسها القضية الفلسطينية، فلا يسعنا الا ان نطلب لفقيدنا الرحمة وللشعب الاردني والفلسطيني من بعد حسن العزاء، الى جنات الخلد يا ابو محمد.