تعلمنا خلال عملنا في دوائر الاعلام المحلي والاجنبي ... الاعلام الاجنبي المستقل المشهود له بالموضوعية والحياد والتوازن، تعلمنا ان نضع احترام المستمع وضيف الحوار مقاما محترما باعتباره من المباديء الاساسية التي يقوم عليها عمل مقدم البرنامج.
في العرف الصحفي لا يجوز ابدا ان يسخر مقدم البرنامج من ضيفة حتى بالهمز او اللمز، ولا يجوز ان يرفع المذيع صوته ضاحكا او مقهقها من جواب ضيف البرنامج، كما ليس من اخلاق المهنه ان يُشَبَّه المذيع نفسه بالضيف ويرفع التكليف معه ... ضيف الحوار له الاحترام المطلق.
ومن المشاهدات التي اذكرها واحترمها، حوار على قناة ( رؤيا الاردنية ) .... كان ضيف البرنامج مسؤولا اردنيا رفيعا... كان حديثه ضحلا ، وكان عاجزا عن تقديم اجابات واضحة، كثير التكرار لعبارات غير مفيدة... ظل مقدم الحوار متماسكا... لم يسخر ولم يضحك ولم يعترض..... لم يختم البرنامج قبل وقته المقرر، وواصل الحوار العقيم مع الضيف حتى نهاية برنامجه.
انا مذيع ... اعرف نفسي مهما اعتلت مؤهلاتي او راتبي... انا اعرف نفسي انني لست وزيرا او مديرا او مسؤولا كبيرا ... انا اعرف نفسي انني خادم ... نعم انا خادم للمستمع وضيف الاستوديو، لكني في نظر المستمع او المشاهد فارس وقائد، لانني أُمَثِّله وابحث دائما عما يحبه ويرضاه ويلبي حاجاته.
عاصرت مذيعين ومقدمي برامج استكبروا على المستمع ورفعوا التكليف في تعاملهم مع ضيوف الحوار، وانتهى الامر بصدور قرارات اطاحت بهم وذهبوا الى غير رجعة.
انني هنا أُذَكِّرُ باحدى قواعد العمل الصحفي المهني الملتزم، لعلها تكون نافعة قبل ان يُطاح بنا كإذاعيين, ونصبح في نهاية خدمتنا من الخاسرين.