الدكتور سالم أبو قاعود… رجل النزاهة والهيبة، وقائد بحجم الفيصلي في فضاء الرجال الكبار، لا يُقاس النجاح بالأقوال، بل بالفعل، ولا توزن القامات بالعناوين، بل بالبصمات التي تتركها في الذاكرة والمؤسسات.
ومن بين أولئك الذين صنعوا المجد بصمت، ومارسوا القيادة بحكمة، وتولوا المسؤولية بثقة، يبرز اسم الدكتور سالم خلف أبو قاعود، الهامة الأردنية، والقامة الرقابية، ورئيس النادي الفيصلي الأسبق الذي حمل الراية يوم احتاجته قلعة الكبار، فكان على قدرها.
في أحلك الظروف، وأدق المراحل، ترأس الدكتور أبو قاعود اللجنة المؤقتة لإدارة نادي الفيصلي – هذا الصرح الرياضي العريق الذي لا يتسلّمه إلا من كان أهلاً للثقة، وموضع إجماع.
لم يكن مجيئه عبورًا عابرًا، بل جاء كخيار دولة، ورغبة جمهور، وحاجة مرحلة. حمل النادي في قلبه وعقله، وأدار الملفات بعقلانية رجال الدولة، لا بردّة فعل الهواة.
بحنكته القانونية، وصرامته الأخلاقية، وحضوره المتّزن، أعاد ترتيب البيت الفيصلاوي، وفتح الأبواب للتصحيح، والشفافية، والانضباط. لم يكن طرفًا في التجاذبات، بل حَكَمًا نزيهًا فوق الجميع، يرى في الفيصلي عنوانًا للهوية الرياضية الوطنية، ومسؤولية أكبر من الأسماء.
ولم تكن تلك التجربة منفصلة عن مسيرته اللامعة في هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، حيث خدم الوطن بعينه الساهرة، وخبرته العميقة، وتدرّج في المناصب الحساسة حتى غدا رمزًا للرقابة النزيهة، ورجلًا يُحتذى به في ضبط الأداء العام.
واليوم، وهو يشغل موقع مدير مدينة الأمير هاشم بن عبدالله الثاني للشباب، لا يزال عطاؤه موصولًا، وقيمه راسخة، وتعامله الإنساني الرفيع يشهد به كل من طرق بابه، أو زاره من الأندية والفعاليات الرياضية.
وقد لمسنا ذلك حين استقبل وفد نادي لب الرياضي بكل ترحيبٍ واهتمام، مُبدياً استعداده التام لدعم مسيرة النادي، وتخصيص أوقات لتمارينه ضمن الاستعداد للدوري، إيمانًا منه بأن الشباب هم ركيزة البناء، وأن الرياضة لا تقل شأنًا عن أي مشروع وطني نبيل.
الدكتور سالم أبو قاعود… ليس مجرد مسؤول، بل مدرسة في العمل العام، تجتمع فيه النزاهة بالمرونة، والحزم بالعدل، والقيادة بالتواضع.
له منا، ومن كل مَن يعرف معنى الوفاء والإنجاز، تحية فخرٍ وتقدير…
ونسأل الله أن يُبارك خطاه، ويُعينه على حمل الأمانة، وأن يظل كما عهدناه: رجلًا من طراز وطني نادر، وكبيرًا بحجم الفيصلي وتاريخه.