وانطلاقا من ذلك تاتي اهمية العمل الجماعي المنظم في صناعة الحدث الانتخابي وفي المساهمة الفاعلة في جذب المواطن لاغناء حالة المشاركة الانتخابية في يوم الاقتراع، والتي تستهدفها شرعية الانجاز في المنحى الديموقراطي التعددي في مسالة التصويت الضمني على نهج الدولة وبرنامج اصلاحها بطريقة سلمية مدنية تعزز من المحتوى الديموقراطي التعددي وتقوم على تجسيد الرسالة التحديثية العصرية .
ولان الظروف الاجتماعية التي نعيش ما زالت تخيم عليها اجواء وبائية نتيجة رياح كورونا، فان العمل للدخول في المشهد الانتخابي يستدعي الاحترازية، وذلك للمحافظة على سلامة الاجواء الانتخابية ومتطلباتها الوقائية من اجل المحافظة على سلامة الناخب والمرشح والاجواء الانتخابية، فان ايجاد المتطلبات الوقائية لا بد ان يكون احد اهم اشتراطات الاجواء الانتخابية بكل جوانبها الاعدادية والادارية والرقابية والاشرافية والمشاركة والمتداخلة، وهذا لابد ان ياتي وفق نظم تؤطرها انظمة تحت طائلة المسؤولية .
ولعل الهيئة المستقلة للانتخابات كونها المسؤولة عن اجراء الانتخابات وضمان سلامتها بحاجة ضمن هذه الظروف الى قواعد ضابطة واخرى حافزة تضبط ايقاع المشهد الانتخابي عبر ايجاد انظمة وتعليمات جديدة بالتعاون مع الحكومة تنظم اليات العمل واماكن التجمهر، عبر نظام يستند للوسائل الصحية والسلامة الوقائية على ان تكون مواعد واماكن التجمهر معلومة مسبقا لاخذ الحيطة الضرورية باجراءات السلامة العامة، هذا اضافه الى تصميم نماذج للدخول والمشاركة والتجمهر والاقتراع، ضمن خطة عمل استثنائية يراعى خلالها سلامة الاجراءات المتبعة واختيار نماذج التطبيق الملائمة بين المحافظات، بتمايز البيئة المجتمعية والاهلية هذا اضافة الى تحديد تواقيت الجمهرة ومواعدها الملائمة، فان الانضباطية هنا تعتبر بوابة نجاح المشهد الانتخابي وليس فقط درجة التصويت على اهميتها، فان سلامة المواطن ضمن هذه الظروف تاتي اولا.
ولان الظروف الاستثنائية تستدعي اجراءات استثنائية، فان الحملات الانتخابية لابد ان تعتمد على وسائل التواصل غير مباشر بطريقة رئيسية في ظل هذه الظروف السائدة لاعتبارات تستوجبها السلامة العامة وهذا ما يتطلب من الهيئة المستقلة كما الحكومة ايتاح المجال امام المرشحين باستخدام كل الوسائل المتوفرة حكوميا في المجان بما في الصحف الرسمية والاذاعة والتلفزيون اضافة الى مساعدة المرشحين في استخدام شبكه التواصل الاجتماعي عبر منظمات عمل طوعية لما لهذه العوامل من اهمية في تقديم مشهد انتخابي ضمن اشتراطات السلامة العامة الصحية والوقائية.
والحكومة ايضا مطالبة بالسماح للمرشحين باستخدام القاعات العامة وتقديم كل التجهيزات اللوجستية اللازمة التقنية منها والوقائية للعملية الانتخابية واعتبار كل ما يتم تقديمه يتدرج في اطار البند الداعم للمشهد الانتخابي وعناوينه من اجل المحافظة على السلامة العامة وانجاح المشهد الانتخابي وذلك ضمن الاصول المرعية والضوابط الاحترازية .
ان نجاح المشهد الانتخابي هو نجاح للوطن في الظروف العادية لكن بهذه الظروف الاستثنائية انه يعد نجاحا للانسانية، فالاردن يقوم بإجراء اول انتخابات في ظل كورونا وهو قادر على انجاح المشهد الانتخابي وتحقيق عنوان النجاح، كما ان المواطن الاردني في الظروف العادية مطالب بالمشاركة بحكم الحقوق الدستورية والوطنيةفان هذه الظروف الاستثنائية تلزم الجميع بالتصويت وفق معايير الالتزام الوطني والقيمي، والواجب الوطني بالمشاركة والتفاعل والاستجابة لنداء الوطن من اجل اردن يستحق منا تقديمه بالاطار الافضل، فدعونا نشارك في تقديم صورة الوطن في العمل الديموقراطي الانتخابي واعلاء مكانة الوطن ورفع نهجه القويم، في هذه التظاهرة الانتخابية السلمية المحمودة من اجل الاردن ومن اجل رسالته.