رغم تحديد موعد الانتخابات النيابية في العاشر من نوفمبر القادم الا ان هنالك بعض الاقاويل ما زالت تتحدث عن إمكانية إرجاء الانتخابات وعدم اجرائها ، لظروف وبائية واخرى سياسية اضافة لمقتضيات اجرائية ، اما دعاوى الظروف الوبائية فلقد عزتها لتنامي انتشار وباء كورونا في ظل تصاعد نسبة الاصابات ، وهذا ما سيشكل تحديا في حالة استمرارها يعيق عملية اجراء الانتخابات بعد ما تم اناطة قرار اجرائها من عدمه للحالة الوبائية ومقدار تفشيها .
أما السبب الثاني فانه يعود للمناخات السياسية المعقدة وصعوبة التكهن بنتائجها مع سخونة المتغيرات في المنطقة وما قد تحمله اجواؤها من رياح متغيرات عميقة ستشكل انعكاستها تاثيرات على واقع الاحدات ، اضافة الى السبب الاخر الذي تحملته المقتضيات الاجرائية من نتائج ناتجة من قراءات الراي العام وعن المسوحات الميدانية التي مازالت تشير الى ضعف في عملية الاقبال والتصويت في الترشح والاقتراع .
لكن هذه الاسباب على وجاهتها ، يراهن المتابعون ان تشكل حافزا امام المجتمع الاردني ليعمل على تجاوزها بالاشتباك الايجابي معها وليس للاستكانه اليها ، فالمجتمع الاردني عاش وتعايش دائما مع الازمات منذ ولادة الدولة التي نحتفل بمئويتها في هذا العام ، والتحديات السياسية وظروفها والارهاصات الاقليمية وتداعياتها لازمته منذ بواكيره مع نشاته وفي اغلب محطاته ، ولم وتؤثر احمالها على ارادته الصلبة .
وحتى الظروف المعيشية التي يتحدث عنها البعض والحالة الاقتصادية ايضا لم تكن في حالة مريحة منذ دخول المنطقة في مرحلة المخاض السياسي التي نعيش ، فلم تكن لتنتهي حرب الارهاب حتى ادخل العالم والمنطقة في حرب الوباء، لذا فان المجتمع الاردني يحمل لقاح معاني ضد هذه الظروف واجوائها المعيشية ، مع حفظ فارق مسالة المد والجزر الاقتصادي ، اما المقتضيات الاجرائية فإن مردها للادوات النمطية التي مازالت مستخدمة في القوانين الناظمة لاسيما في قانون الانتخاب الذي لم يحمل جديدا.
وقد اتفق مع الاصوات التي اكدت ان المرحلة القادمة بحاجة الى قيادات سياسية تحمل اعباءها ، فان الامتحان القادم قد يحمل اسئلة صعبة واجاباتها تقوم على ضع العلامة الصحيحة بدون تعليل او تبرير ، وهذا بحاجة الى إحقاق نصرة للمعادلة الذاتية لتحقق حسن الاستجابة بواقع حماية بيت القرار من خلال المعارضة المتنبهة ، او بايجاد نصرة للجملة الخبرية التي توسع مجال الحماية وفي كلتا الاتجاهين فان المشهد العام بحاجة الى تقديرات اخرى تميز طبيعة المشاركة السياسية ، وتناصر نهج الدولة ورسالتها .
وعلي الرغم من حجم التحديات وثقل اعبائها ، فان المجتمع الاردني سيقبل التحدي وسيخوض منزلة انتخابات كورونا ويبرهن من مدى قدرته على تجاوز كل هذه التحديات ويعيد انتاج حالة جديدة يحول فيها المنعطف العصيب الى منطلق قويم ، كما يفعل ذلك في كل مرة ، ويؤكد عبرها على دوره البناء وعلى حسن استجابته لهذه المرحلة بكل ما فيها من تعقيدات .