بين خيارات الناخب الامريكي واختيارات المجمع الانتخابي ستكون نتائج الانتخابات الامريكية القادمة، والذي سيقرر فيها من هو الرئيس القادم هي افرازات المجمع الانتخابي وليست اصوات الاقتراع المباشرة،فالرئيس الامريكي لا ترسم صورته الاصوات الشعبية المباشرة بل المجمع الانتخابي والذي كان قد تباينت نتائجه في الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت بين ترامب وهيلاري، حيث كان عدد اصوات الاقتراع المباشرة التي حصلت عليها هيلاري اكثر من تلك التي حصل عليها ترامب، لكن نتيجة المجمع الانتخابي كانت لصالح الرئيس ترامب بعدما قفزت سبع اصوات من المجمع الانتخابي من اللون الازرق الى اللون الاحمر، كانت من المتوقع ان تكون لصالح هيلاري، فحصدت هيلاري اصوات الاقتراع وفاز ترامب في الرئاسة .
وعند قراءة المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة الامريكية، فان هذه القراءة لابد ان تكون علمية وموضوعية وتاخذ بواقع القراءة المتراكمة والتي ترصد المناخات المشكلة عند اجراء المسوحات، وحالة المجتمع عند اتخاذ الاستطلاع وعلي ان تكون هذه القراءة مستنبطة من ما يلي :
اولا. من سيرة الولاية التصويتية السابقة
ثانيا .من الوان الكونجرس الحزبية في الولاية
ثالثا .من الماهية السياسية لاعضاء مجلس الشيوح ومدة مكوثهم في الولاية
رابعا .عبر بعض المسوحات الميدانية التي يتم اجراؤها من قبل المؤسسات المتباينة والمتعاطفة مع كلا الحزبين .
وهي الخمس عناصر التي تكون الاطار الناظم لاعداد معادلة اقرب الى الصحة وبما يكون مبتدا في معادلة خبرية سياسية، حتى يمكن قراءة نتائجها .
وحتي تتكون الدرجة الموضوعية المطلوبة والتي يمكن البناء عليها في رسم ميزان النتائج بالاستدلال التحليلي وبالقراءة الرقمية، فان اضافة بعض القراءات الوجاهية المؤثرة سيشكل اضافة اخرى لصحة النتائج المتوقعة لاسيما وان ميزان التصويت الشعبي والنخبوي، سيشكل اضافه نوعية لاستنتاج نتائج هي اقرب للصحة، وهنا نتحدث عن مسوحات نخبوية لبيان راي الاقتصاديين ورجال الأعمال واخرى شعبية حتى تطال القضايا الخدماتية والاجتماعية في المضمون في واقع المجتمع .
ولان المجتمع الامريكي تتاثر الطبقة المتوسطة فيه في الجانب الاجتماعي والتامينات وفرص العمل والامان وتنامي مستويات الدخل، فان تقييمه يكون مغايرا لاختلاف اهتماماته واولوياته عن الطبقة الاخرى التي تشكل ميزان التوازن في طبقات المجتمع الامريكي والذي تمثله الراسمالية واصحاب الشركات والتي تؤثر في المجتمع الامريكي بطريقة راسية وتهتم في مسارات تنامي العجلة الاقتصادية وتصاعد حجم ميزان العوائد إضافة الى صورة الضرائب وحجمها وهي العوامل التي تعتبر احد اهم المفاصل الرئيسية في استقطاب الطبقة الراسمالية والتي تقوم دعم الحملات الانتخابية الرئاسية .