لم يتأخر الرد طويلا على الواقع الصحي في المستشفيات الحكومية ومابين تقديم الاستقالة والتراجع عنها ثمة اسئلة يجب طرحها والاجابة عليها للوقوف على الاسباب المتراكمة التي ادت الى اعلان شخص بحجم د.زريقات وهو يدير مؤسسة طبية كبيرة يقصدها مئات الالاف سنويا وتقدم خدمات صحية في اختصاصات عديدة للمواطنين رغم كل المعاناة التي يتكبدها المواطن في رحلة العلاج الى مستشفى البشير من حيث الموقع وصعوبة الوصول اليه، الى المعاناة في اصطفاف المركبات، الى مسالة الدور ونقص المعدات والكوادر، وعدم توفر الاسرة في بعض الاحيان والتي ذهب ضحيتها طفلة بعمر الورود"سيرين" ولا ننسى ايضا السلوك الهمجي لبعض المواطنين باعتدائهم على الكوادر الطبية. من ابسط ابجديات الحياة هو توفير التعليم والصحة للمواطن دون معاناة وبمستوى لائق من حيث التعامل والخدمة الصحية، إذ تجتهد كل الدول في عالمنا ان تقدمه لمواطنيها ليس منة ولكن واجب عليها القيام به وتوفيره، نحن في دولة تخرج الاف الاطباء ولدينا نقص ولدينا مئات المستشفيات ونعاني من نقص الاسرة علينا عشرات المليارات ديون واحيانا لا نجد أدوية لا أدري كيف يدار هذا القطاع المهم ومن هو المسؤول؟ ولماذا لا توحد الجهات المتعددة المسؤولية عن القطاع في جهة واحدة؟ حتى توضع سياسة شاملة لادامته ومحاسبة المقصرين وتحديد اوجه القصور والخل اينما كانت. لم تأت استقالة الدكتور محمود زريقات من إدارة مستشفى البشيراعتباطا بل هي نتيجة تراكمات ومطالبات لتحسين واقع الخدمات في مستشفى البشير ولكن دون جدوى لانشغال معالي الوزير بالايجاز اليومي وكأن الايجاز اليومي هو الذي سيدخلنا الجنة، كل دول العالم تتعامل مع كورونا كوباء، وتقوم جميع المؤسسات والمواطنين بواجباتهم تجاهه لا ان يتحول كل الاهتمام بالظهور وقراءة عدد الاصابات وعدد حالات الشفاء وهذا الامر ممكن ايصاله للناس من خلال شريط اخباري على شاشة تلفزيون اثناء النشرة الاخبارية. ما نريده هو النزول للميدان ومتابعة المستشفيات والوقوف على احتياجاتها والاستماع الى المرضى والعاملين فيها وإدارتها للعمل على تلبية احتياجاتها من نقص في الكوادر او الاختصاصات او الاجهزة..صحيح نحن نمر بجائحة لكن كل الارقام التي يذيعها الاعلام تظهر حجم الدعم الذي يتلقاه الاردن من الدول المانحة مئات الملايين قُدمت وهنا يعود الفضل فيه لعلاقاتنا المحترمة مع تلك الدول التي عزز اواصرها الملك عبدالله الثاني مع قادة دول العالم واصبح الجميع ينظر الى الاردن نظرة احترام لاهمية الاردن الجيوسياسية، علينا ان نستغل حالة الاحترام الدولية لتوجيه جزء كبير منها لقطاع الصحة والاستثمار فيه ونحن لدينا الامكانيات البشرية المدربة لذلك، جامعاتنا الستة تخرج اكثر من الف طبيب سنويا فلماذا هناك نقص بالكوادر. استاذ العلوم السياسية جامعة البترا