بعد ان استخدمت الدولة الاردنية بنجاح استراتيجية العزل المناطقي والحجر المنزلي في التعاطي مع المرحلة الأولى لوباء كورونا، هاهي الدولة تغير من استراتيجية عملها وتقوم باستخدام استراتيجية عمل اخرى تقوم على مزج مناعة القطيع مع العزل المناطقي، في اطار استراتيجية عمل جديدة تقوم على تامين حالة الجموع ضمن ميزان معادلة ضابط لا يستهدف سلامة المواطن فحسب كما جاء في المرحلة الاولى بل سلامة المواطن وسلامة الاقتصاد في المرحله الثانية.
فقد استطاعت الدولة في المرحلة الاولى التعاطي واثناء عملية العزل المناطقي ان تقوم بكامل التجهيزات اللازمة الصحية والطبية، وتوفير كامل التقنيات العلاجية هذا اضافة الى مساعيها الكبيرة تجاه توفير اللقاح اللازم للوقاية والذي يعتبر احد اهم الاشتراطات الضرورية لعودة الحياة الى طبيعتها، والى ذلك الموعد الذي نامل ان يكون قريبا والمرهون بموافقة المرجعيات الطبية للسلامة العامة والصحة الدولية والاقليمية والمحلية.
فان العمل على التعامل مع هذا الوباء باعتباره جزءا من الحالة البيئية السائدة بات خيارا للدولة الاردنية، على ان ياتي ذلك ضمن معادلة توائم بين الحركة الاقتصادية والمعيشية وتتابع وتتعامل مع الحالات الناجمة عن انتشار هذا الوباء ضمن محددات متابعة واستقصاء وسياسة عزل محدودة، وهذا يامل ان يحقق ميزان العلاقة المعيشية وضوابط الاجراءات الاحترازية.
وهي الاستراتيجية التي يعول عليها ايجاد مناخات طبيعية بين كورونا والمجتمع الاردني ويعول عليها ايضا في تمكين المجتمع من التعايش مع ظروفها الوبائية وتداعياتها الوقائية، حتى لا تتوقف الحياة الاجتماعية او تتاثر الظروف المعيشية لكي لا تبقي العجلة الاقتصادية تدور في فلك الركود والجمود، ويتمكن المجتمع الاردني في التعامل مع الجموع التشغيلية او الاجتماعية ضمن إجراءات وقائية تحفظ السلامة العامة، تحقق امانا مجتمعيا يحفظ للمجتمع انسيابية حركته ومناخات الامان المستهدفة، وهو ما وجه اليه جلالة الملك في مجلس السياسات، الذي انعقد من اجل سلامة المواطن وانسيابية حركته.
والاردن وهو يطور من نموذجه في التعامل مع وباء كورونا وسرعة انتشاره، وذلك ضمن استراتيجية عمل اخرى تستجيب للمرحلة وظروفها، انما ليستحق النموذج الاردني في التعاطي والتعامل مع هذا الوباء ان يؤرخ للانسانية، وان يكتب بكتاب يوضح للتاريخ كيف استطاعت الدولة الاردنية ان تحقق نموذجا رياديا معرفيا في التعامل مع هذا العدو الخفي بطريقة وقائية واحترازية تميزت بالنظرية العلمية وحسن التطبيق.