ما بين الصورة الحقيقية والانطباع والمستحدث، يتم تفعيل إستراتيجية التناقض المعرفي بهدف بلورة تاثيرلعنوان مستهدف وإعاده تكوين الاثر انطباعي مراد تكوينه، بحيث يغير من الحقائق الانطباعية ويخلق وقائع جديدة في الصورة الذهنية الافقية للمتلقي او الراسية في بيت القرار.
ومن ابرز السياسات التي يمكن استخدامها لتنفيذ هذه الاستراتيجية تتمثل في الاحتيال المعرفي، او بتسفيه منجز من خلال التقليل من شان الانجاز او بتغيير من مسار البحث، او باختلاق حدث جانبي يبعد الانظار عن الحقيقة باختلاق واقع جديد يكون مدار بحث، وهي سياسات يتم انتهاجها من خلال مسارات التواصل الوجاهي بتقنية التشكيك او من خلال شبكة التواصل الاجتماعي عبر اختلاق انطباع جديد.
وهذا ما يمكن ملاحظته في بعض قضايا الراي العام كمسالة كورونا مثلا، التي يتم تناولها عند البعض باعتبارها صورة انطباعية يراد تكوينها داخل المجتمعات بهدف تمرير قضايا سياسية، بهدف التقليل من شان ما قدمته الدولة الاردنية من منجز في هذا الاتجاه.
وهي مظاهر غير محمودة لكنها غدت تشكل الصورة الانطباعية في الراي العام، الامر الذي بات بحاجة الى منصات مضادة تواجه هذه الاستراتيجية بذات الطريقة المنتهجة والمتبعة، فان الانطباع ان لم يواجه بسياسات رادعة او مناعة شكل اختراقا ضمنيا للمجتمع، ووسع مساحة الهوة بين صناعة القرار والمجتمع وعكس على المصداقية ومن ميزان عامل الثقة، فان خطورة التناقض المعرفي تكمن في توليد وقائع انطباعية وإن كانت لا تشكل، لكنها قد تشكل واقعا انطباعيا يصعب مع مرور الوقت تصحيحه، في ظل ان الجوجل بات يشكل المرجعية المعرفية وليس الكتاب الذي كان في السابق يشكل المرجعية الموضوعية العلمية.
وإذا ما أحسن استخدام هذه الاستراتيجية المعرفية في الانتخابات النيابية القادمة فانها سترسم علامة فارقة وستضيف اضافة نوعية للمشهد العام، كما يصف ذلك بعض السياسيين الذي قابلت، كون اليات عمل نظرية التناقض المعرفي هذه، تشكل احدى اهم الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها في تغيير الحالة الانطباعية السائدة بفرض وقائع جديدة، وذلك من خلال تسليط الضوء على الحقائق الماثلة وتقديم الصورة الواقعية التي يقدمها النموذج الاردني بالشكل والمضمون، لان هذه الصورة لم تصل بعد الى تشكيل المشهد الانطباعي الذي يستحقه نموذجنا الاردني من تقديم، وهو يمضي بخطوات واثقة من حتمية الانجاز الديموقراطي والانتخابي حتى في ظل اجواء كورونا.