في هذه الأوطان يدرك الشباب بأن مصيرَ طموحاتهم سيبقى يشوبها دوماً الضباب!
في هذه الأوطان يدرك العجوز وهو يستمعُ صباحاً إلى أغاني فيروز بأنَّ أوانهُ قد حان بالرغمِ من أنه لم يرى يوماً سعيداً!
في هذه الأوطان نعمل بكد، ونبذل أقصى ما يمكننا، نقدم الغالي والنفيس، أجسادنا وحياتنا ونبتعدُ عن من نحب؛ من أجلِ أنّ نحظى بفرصة عمل!
وحين تأتي هذه الفرصة ندرك أنّ ما سعينا وعملنا من أجله صُبّحَ مساء لن يؤمنَ لنا قوتَ يومنا ولن يحققَ حلمنا وما نسعى إليه!
في هذه الأوطان لا يعرفُ الشباب معنى الطمأنينة؛ فهم قد بنوا في عقولهم أهداف وعملوا لأجلها ولكنهم صدموا بالواقع المر الذي حطمَ قلوبهم قبلَ أن ينهكَ أجسادهم.
ومن ثمَ مالُنا تأخذون وشبابنا تسرقون وعقولنا تسلبون والذُّلَّ في دماءنا تحقنون ومن ثمَّ مجدداً على الهواءِ تخبرون بأنَّ الظلمَ زائل والعدّلُ في الأوطانِ قائم ويوماً بعدَ يومٍ نطعمُ الفقيرَ الولائم وجيوشُنا لن تعرفَ القهرَ والهزائم والجميعُ تحتَ سقفٍ نائم، ولن تعرفوا يوماً شكلَ الجرائم او التذيّقَ عليكم كما نفعلُ بالبهائم!!
فلتسمعوا قصة هذا الشاب:
"في أحد الأزمان، كانَ هنالك إنسان يمشي في غابات الأوطان، فاستوقفهُ ذئبٌ يبحثُ عن رزقِ الرحمن، فقالَ له ماذا تفعل يا إنسان في هذه الوديان، قالَ الإنسان: عندَ بني الإنسان هنالكَ ظلمٌ هنالكَ إستبدادٌ طغيان، فقالَ الذئب: كنتُ أظنُ أن هذا فقط موجودٌ في مملكةِ الحيوان، فردَّ عليهِ بحزنٍ ذاكَ الإنسان: مملكةُ الإنسان أظلمُ من مملكةِ الحيوان؛ قتلٌ وحروب وظلمٌ من الشمالِ إلى الجنوب، فقررتُ أنّ أهجرهم ولربي سأتوب وسأبحثُ عن رزقي مثلكَ فجراً وفي وقتِ الغروب...
هذه ممكلةُ الإنسان، لا يوجدُ فيها حبّاً أو أمان، ولا تحوي طمأنينةً يا إخوان، ولا تُعطي حقاً أو إحسان!
فلنمضي في غاباتِ الرحمن ولنتبع ذاكَ الإنسان علّنا ننجو من هذا الطغيان وسلامٌ مني على هذي الأوطان التي أرهقت الشيخَ والصبيان واصبحوا فيها يمارسونَ فعلَ الحيوان!"
الشبابُ يا أيها السادة هم:
" طاقة هذه البلدان وعليهم تبنى الأوطان، بالطموح والعمل
"هم إفتراضياً صورة الاوطان ومن يمثلها، وهم المعنييون ب الدفاع عن قضاياها، وهم محامي الشعوب وموجهينها، إن إنحرفوا عن مسارهم هذا وقبلوا رشوةً وانخدعوا ب المناصب، ضاعت الأوطان وتشتت أفكارُ الشعوبِ وغاياتهم وما عرفوا طريقَ حقوقهم وحُرياتهم."
فلا تفرطوا...
أينَ الأمنُ والأمان وأين راحةُ الإنسان؟
هل تعلمون بأننا نعمل بأجرٍ يومي لا يؤمن طعامنا وسعرَ سجائرنا ولا يكفي ثمناً للطريق؟