الشيخ مثقال الفايز هو مثقال بن سطّام بن عباس بن سلامة بن ذياب بن عواد بن فايز بن ادبيس بن ارحمه بن اغبين بن أمجيد بن طويق.
ولد عام ١٨٨٥ حسب التقدريات، وعاش فترة شبابه مع خاله حزام ابو الوكل-شيخ الكواكبة، ومن ثم تزوج الخنساء بنت مزهي ابو الوكل ولكنه لم يرزق منها بأبناء، وحين بلغ سن الثلاثين عاد إلى ديرة أهله الفايز ليصبح شيخ مشايخ قبيلة بني صخر.
تزوج الشيخ مثقال بعدد كبير من النساء أنجب منهنَّ ١٤ من الأبناء الذكور وعدداً من الإناث.
توفي رحمه الله عام ١٩٦٧ عن عمر يناهز الثانية والثمانين عاما، بعد أن عاش حياة حافلة بالأعمال والإنجزات، ليورث أبنه عاكف رحمه الله منصبه الذي سلم الراية بعد ذلك إلى ولده دولة الشيخ فيصل عاكف مثقال الفايز.
نشأ مثقال الشاب بكنف أخواله من الرولة وتعلم منهم حياة البادية واكتسب العديد من الصفات، إلى جانب البنية الرشيقة تعلم الفروسية والعادات البدوية الأصيلة وبقي يتحدث بلهجة الرولة طوال حياته.
بعد وفاة أخاه فواز الفايز عام ١٩١٧ انتقلت المشيخة الى إبنه مشهور وكان متحمساً لهذا المنصب، واثقاً بنفسه؛ لأنه كان قد درس في العديد من المدارس، الى أن فترته لم تطول بعد مقتله على يد عشيرة المطيرات اثناء محاولته حل خلاف كان قد وقع معهم وهم عشيرة تقطن في الجيزة تابعة لقبيلة بني صخر، ليتسلم بعد ذلك مثقال منصب الشيخة.
ومن المواقف الخالدة للشيخ مثقال الفايز إعتقاله لبيك باشا وهو ضابط إنجليزي،
حيث خدع هذا الضابط بالقوة العسكرية التي تقف خلفه وحاول إعتقال الشيخ مثقال الفايز بحجة عدم إمتثال الأخير أمام القضاء في مدينة السلط، فاقتحم الضابط عرين الأسد في أم العمد لكنه نسي ان الشيخ مثقال كبير بني صخر تلتف حوله القبيلة كاملةً برجالها ونسائها واطفالها، غافل عن أن البيوت لها حرمات، فأمر الشيخ مثقال بإعتقاله ووضعه في البايكة، إلا أنه أوصى بمعاملته معاملةً حسنة وبتقديم الطعام له مقتدياً بخير الآنام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وما كان هذا التصرف إلا دلالةً على الكبرياء ورفض المهادنة للغرباء والمحتلين، فقدم درساً لا ينسى للضابط وأسياده ورسالة صريحة لهم بأنه غير مرحب بهم في هذه الأرض.
حنكة الشيخ مثقال في قبيلة بني صخر:
تمتع الشيخ مثقال بالذكاء والرؤيا المستقبلية، وكان صاحب نخوة وكرم، حليماً لا يلتفت إلى صغائر الأمور، وأدرك بأن إمتلاكه للمساحات الكبيرة مصدر من مصادر قوته؛ حيث ستمده بالغلال، لذلك إتجه إلى حراثة الأرض البور وهو النهج الذي عمل به والده سطّام لزيادة المحصول، كذلك وزع الطعام على الفقراء والمحتاجين وعلى شيوخ القبائل في حالات حاجتهم وهو ما جعل الجميع يشهد بكرمه وطيبته، كما آمن بأن العزوة الكبيرة مصدر قوة فقام بمصاهرة عدد من عشائر بني صخر والقبائل الأخرى، ولن نغفل عن ذكر أنه كان يغض الطرف عن اساءات بعض أقاربه بل وكان المبادر لمن أساء إليه بقصد او بغير قصد.
ومن القصص الكثيرة عنه أنه قطع لسان من أساء إليه، حيث وصله خبر من أحد الأشخاص بأن هنالك شيخاً من أقاربه أساء إليه بكلامٍ جارح فقال مثقال للناقل سأقطع لسانه، وبالفعل خرج مثقال على فرسه ووصل بيت ذاك الشيخ فقام مرحباً مهللاً بهم وهو يرد عليه بأحسن منها حتى جلسوا وجاء الطعام وذاك الشيخ مسرور بهذه الزيارة، وفي طريق العودة قال الشيخ مثقال لمرافقه هل رأيت كيف قطعت لسانه!
الشيخ مثقال حتى نعطيه قدره نحتاج الى العديد من المكتب والمجلدات فقد كانَ خير شيخٍ وقائدٍ لقبيلة بني صخر، وكان قدوة في الكرم والطيبة والثقة، وما هذا الكلام إلا توضيح بسيط عنه وعن بعض محطات حياته الحافلة بالإنجازات، رحمه الله الشيخ مثقال الفايز ورزقه جنته بلا حساب أو سابقِ عذاب.