في كل مجلس أتواجد به أدعوا الجميع إلى القراءة؛ إيماناً مني بأنها السبيلُ إلى النجاح ومن خلالها تنهضُ الشعوب وتُبنى الحضارات.
القراءة حياة، تنمي المعرفة وتزرعُ الطمأنينة ومن خلالها تُخلقُ الثقة وتتوسعُ أفاقُنا وطموحاتنا وندركُ طريقنا، نتعرف على حقوقنا وحرياتنا وواجباتنا.
"القراءة الهادفة والمستمرة لمدة خمس سنوات متواصلة، ستجعل منك حجة في مرجعك وستصبح قادر على المحاورة والتأليف والإبتكار".
إذا شجعنا الشباب على القراءة سنبني جيلاً واعياً مدركاً وملماً بالتاريخ والعلوم، يقبل الإختلاف ويحترم الرأي الأخر، جيلاً يتخذ منهجاَ علمياً لإبداء رأيه بمنطق بلا تعصب، لا يطلق الإتهامات دون دليلٍ ملموس وعلى إثره سيظهر لنا أشخاص يقدمون العلم والفائدة للمجتمع ويحاولون إحداث تغيير حقيقي في مستوى الإدراك، طمعاً بالفائدة.
إن أوجدنا شباباً واعي ستبدأُ مسيرة النهضة؛ لأن هذه الفئة ستتخذ العقل مرشداً لها، وستنتخب مجلس نواب يحوي أشخاصاً على قدرٍ من الكفاءة يطالبون بالحقوق المشروعة ويحاسبون السلطة التنفيذية على تقصيرها، وستؤسس على أياديهم أحزاب حقيقية، قائمة على أسس ومنهجيات ورؤى واضحة المعالم تُحيي الحياة السياسية، سيصاغ عبرها احتياجات ومشاكل المواطنين وستطرح مقترحات لحلها ومن ثم تقدم إلى الجهات الحكومية المختلفة بصورة قانونية، وستنظم نشاطات توعية وتثقيف للناخبين حول النظام السياسي والانتخابات وغيرها وبعد ذلك سنرى مجتمعاً متماسكاً.
القراءة الهادفة هي أولى الخطوات للتقدم وتحقيق النمو في مختلف المجالات، ومن خلالها سنطبق كلام الملك عبدالله الثاني
"الإختلاف بالرأي هو عنصر قوة وليس عنصر ضعف" حيث أن المجتمع المطّلع والواعي سيستغل الإختلاف بالأفكار والتوجهات؛ من خلال الخروج بأفكار جديدة سيكون لها الفضل بتحقيق التقدم في مجالات أخرى، عدا على أنها ستخلق مجموعة من المثقفين الذين يؤمنون بالنظريات ويسعون الى إيجاد نظريات جديدة تتوافق مع الزمان والمكان.
هذا جزء بسيط من الذي سنجنيه في حال كنّا مجتمعاً يقرأ، لذا فلتقدموا على هذا العالم وشجعوا الجميع على القراءة، فعبرها سننجو من الغرق والإندثار، وعلى يدها سيعلو الوطن وسيبقى شامخاً في وجهِ كُلِّ المحن...