في اللقاء مع الملك يوم الأربعاء الماضي، أذهلتنا ثقة الملك عبد الله وقوته التي كانت تتدفق من عينيه وتعابيره وصوته ولغة جسده وابتساماته وتقطيبات جبينه وحركة يديه.
وهي بالطبع قوة مستمدة من تكوينه المقاتل ومن معرفته بقوة المؤسسات الأردنية وصلابتها واقتدارها.
واذهلنا ان الملك يعرف أدق التفاصيل في كل القضايا الوطنية والحلول الممكنة المتعلقة بها. وباء الكورونا وبرنامج خدمة العلم النوعي الذي ستتولاه القوات المسلحة لفكفكة معضلة البطالة والسياحة العلاجية والسياحة عموما والاستثمار وإنعاش الاقتصاد وآفاق مساهمة التصنيع الدوائي والزراعي في الاقتصاد والتأمين الصحي والفقر والامن الغذائي وترتيبات إعادة ابناء الوطن الى أحضانه.
يقف الملك على «الهندسة السياسية» لعلاقات الأقطار العربية البينية وما يمور في الإقليم من صراعات وتفاعلات ومآلات. ويحث على ضرورة التعاون العربي والإقليمي في مختلف المجالات.
يرى الملك ان تعاون دول الإقليم يجب ان يتم بدفع وضغط المصالح والتحديات المشتركة. ويتوقع الملك ان تشهد السنة القادمة إدراكا أوسع لضرورة التعاون.
حين يقول الملك ان يده على قلبه بخصوص لبنان، فانه يعرب عن اعلى درجات التضامن مع لبنان الشقيق واعلى درجات الحرص والقلق والخوف من استمرار التوتر وانفجاره، على نحو يعيدنا الى منتصف سبعينات القرن الماضي الدامية السوداء.
ولعل علاقاتنا مع العراق، التي أشار الملك الى انها قوية وستقوى، هي احدى علامات الامل في ترتيبات هذا العالم العربي المستهدف المنهك الذي اصبح هدف الطامعين في ارضه وثرواته.
ويرى الملك ان الاسابيع القادمة أسابيع حاسمة بالنسبة الى مستقبل المنطقة وسلامها واستقرارها وامنها، حيث ان ضم الاراضي الفلسطينية في الاغوار والضفة الغربية المحتلة يشكل احد ابرز الأخطار على السلام.
يثق الملك بأننا سنطلع من هذه الازمة اقوى واصلب، لأن هذه الازمة فرصة ضخمة لتنظيف بلدنا، علينا ان نأخذها وان نجعلها أداة اصلاح.
حين تحدثتُ قلت: «يشهد الله انك يا سيدنا ما خليت كلام لأحد». فهذا الإلمام بكل التفاصيل هو إلمام القائد الذي يقف على كل ما يهم ابناء شعبه.
ثم خصصت وقتي لعرض مشكلة الصحافة والصحافيين، الذين قلت انهم تُركوا في العراء بلا خبز ! كما لم يترك عمال الباطون والزراعة وعمال الوطن.