في مثل هذا اليوم، الجمعة 22 آب 2025، تمر الذكرى العاشرة على رحيل فقيد الأردن الكبير الشيخ عقاب أبو رمان "أبو صقر"، الرجل الذي لم يكن مجرد شيخ عشيرة، بل كان مدرسة قائمة بذاتها في الإصلاح والعطاء ونصرة المظلوم.
يستذكر الأردنيون، وأبناء بلدته على وجه الخصوص، شيخاً عاش حياته متنقلاً بين المدن والبوادي والمخيمات، حاملاً هموم الناس، جامعاً لشتاتهم، مصلحاً بينهم، لا يطلب أجراً ولا يسعى لمكانة، بل مؤمناً بأن خدمة الناس عبادة ووفاء للوطن وولاء للقيادة.
كان "أبو صقر" بوصلةً للخير، يطرق الأبواب في ليل الشتاء كما في حر الصيف، يحمل الكلمة الطيبة، ويطفئ نار الخصام، ويرأب الصدع بين المتخاصمين. لم يعرف للراحة طريقاً، ولم يترك محتاجاً دون أن يمد له يد العون، فحمل الناس له في قلبهم محبةً خالدة لا تمحوها السنين.
رحل الشيخ عقاب أبو رمان، والد المهندس صقر، والأستاذ أحمد، والمحامي محمد، وأخاً للمرحومين الحاج شاهر "أبو راتب" والحاج محمد "أبو علي"، وشقيق الشيخ سالم "أبو صلاح" أطال الله عمره. يوم وداعه، خرجت الجموع تحمل جسده على الأكتاف، وكأنها ترفع رجلاً من رموزها، تهتف له بالدعاء وتبكيه بدموع الوفاء.
اليوم، وبعد عشرة أعوام على الرحيل، ما زال صدى سيرته يتردد في بيوت الناس ومجالسهم. يقول محبوه بلسان واحد: "رحم الله شيخنا ورمزنا الوطني"، ويقرّون أن فقده كان فقداً لوطن بأكمله، رجل نادر قلّ أن يجود الزمان بمثله.
> "إنا لله وإنا إليه راجعون".. كلمات تتجدد على ألسنة محبيه، لتبقى سيرته حيّة ما حييت القلوب الوفية.