حين يتحدث دولة فيصل الفايز، يتكلم التاريخ والسياسة والوطنية الصافية. لكن بعض الأقزام الذين ارتدوا عباءة "التحليل" بأقلام مأجورة وأجندات سوداء، لا يملكون سوى بضاعة التشويه الرخيص. هؤلاء لم يتطاولوا على رجلٍ عادي، بل حاولوا المسّ بركن من أركان الدولة الأردنية، ففضحوا أنفسهم قبل أن ينالوا منه.
الذين اجتزأوا كلماته حول ٧ أكتوبر و حركة حماس، هم أبواق مأجورة اعتادت الاصطياد في الماء العكر. لا يبحثون عن الحقيقة، بل عن فتات يقتاتون به على حساب القضية الفلسطينية. هم "كتبة المزاودات" الذين يتاجرون بالشعارات، بينما يعرف الفايز أن الموقف الوطني لا يُبنى على الصخب الأجوف بل على الحكمة العميقة.
الإساءة إلى فيصل الفايز وقاحة لا تُغتفر، وجرأة بلهاء تكشف جهل أصحابها. إنهم صغار يتوهمون أن الإساءة للكبار ترفع من شأنهم، بينما هي لا تزيدهم إلا سقوطًا. الفايز ظل ثابتًا في خندق الحق العربي والفلسطيني، أما هؤلاء فظلوا يتقافزون بين المواقف كالببغاوات، يردّدون ما يُملى عليهم من مموليهم وأسيادهم.
الفايز لم يساوم يومًا على الثوابت، لكنه رفض أن تُختطف المأساة الفلسطينية لتكون مادةً للمناكفات أو سلعةً في أسواق الإعلام المأجور. ومن لا يفقه هذا، فليصمت، لأن الإساءة إلى رجل بحجم الفايز إساءة إلى الدولة الأردنية بكل ثوابتها ومواقفها.
إننا نقولها بلا مواربة: من تطاول على فيصل الفايز إنما تطاول على الأردن، ومن حاول تشويه كلماته إنما باع نفسه لأجندات العدو. هؤلاء مجرد ظلال سوداء، أسماء باهتة عالقة على هوامش التاريخ، لا وزن لهم إلا بقدر ما يثيرون من ضجيج. أما صوت الفايز، فهو صوت الحق والعقل والحكمة، يعلو فوق كل أبواق مأجورة، ويبقى شاهدًا على أصالة الأردن وثبات رجاله.
لقد علّمتنا التجارب أن الرجال الكبار لا تهزهم النباحات العابرة، وأن الكلمة الصادقة لا يطفئها دَويّ المزاودات. سيبقى فيصل الفايز راسخًا كالصخر، بينما يذوب المتطاولون كالرغوة فوق الموج، لا يذكرهم التاريخ إلا كأمثلة للخيانة الفكرية والانتهازية الرخيصة.