جلس أبو فهد، المتقاعد من الجيش العربي الأردني، قرب نار الحطب أمام بيت الشعر، ويمّه إبنه فهد اللي توّه مخلص التوجيهي في سكون الليل ، والقمر يسامرهم ، على صوت فرقعة الحطب كأنه يشاركهم الحديث.
قال أبو فهد وهو يحدّث إبنه بصوت مليان حكمة وتجربة: "يا فهد يا ولدي... خلّصت دراستك، واليوم حان دورك تخدم الوطن بخدمة العلم
أنا خدمت سنين بالجيش، وشفت بعيني كيف الجندي الأردني دايمًا واقف يحمي الحدود ويحرس الديار الجندي ما يعرف غير الولاء والإخلاص، ولا يرضى إلا يكون وفيّ لبلده وقيادته."
رد فهد وهو يطالع أبوه بعين كلها حماس واحترام:"يابوي، أنا جاهز. الوطن غالي، وما في شي أغلى من ترابه إذا إنت يا بوي خدمت وضحّيت، أنا لزوم ما أتأخر عن خدمة الأردن لتبقى رايته خفاقة في السماء وأهله آمنين على الأرض ."
تنهد أبو فهد وتذكر رفاقه اللي ضحّوا بحياتهم:
"الوطن ما ظل واقف إلا بتضحيات رجاله من أيام الماك عبدالله الأول وسيدنا الملك الحسين بن طلال ، الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة، ليومنا هذا مع سيدنا الملك عبدالله الثاني، الله يحفظه ويرعاه، الأردن بفضل القيادة الهاشمية ظل آمن ومصان خدمة العلم يا ولدي مو بس تدريب، هي تربية على حب الوطن والانتماء له، وتخليك تحس إنك واحد من جنود هذا الوطن تحرس أرضه وسمائه من المتربصين به ولتعلم ان الله معنا لاننا كنا عونا لكل ملهوف ومستجير وباحث عن الأمن والأمان لذلك عين الله تحرس هذا الوطن وابناءه بدعاء من باتوا آمنين على ترابه ."
ابتسم فهد وقال بثقة:
"والله يا يابوي إنّي أفتخر ألبس بدلة الجيش وأكون من جنود الوطن. أتعلم الشجاعة والانضباط، وأظل دايمًا مخلص للأردن وقيادته."
أبو فهد مد إيده وربت على كتف ابنه بفخر:
"الله يوفقك يا فهد... ترى أعظم وسام يناله الرجال إنه يكون جندي أردني، مخلص لوطنه، وفيّ لملكه الوطن ينادينا دوم، وإحنا نلبي الندا."
وبهيك ، سلّم الجيل الأول الأمانة للجيل الثاني، وكلهم على قلب واحد... قلب الأردن.