يُعد عز الدين عبد الله محمد التل (1925–2014) من الشخصيات الوطنية والإعلامية في تاريخ الأردن، حيث تميزت مسيرته بالتنوع بين العمل العسكري، التربوي، والإعلامي، ما جعله رمزًا للالتزام الوطني والعطاء المتعدد الأبعاد.
وُلد التل في مدينة إربد عام 1925، لأسرة عُرفت بالوجاهة والقيادة؛ فكان والده أحد زعماء عشيرة التل، ووالدته خديجة الخطيب من محافظة الدقهلية المصرية. أنهى دراسته الثانوية في مدرسة السلط عام 1942، والتحق بعدها بالكلية العسكرية الأردنية، ليتخرج منها برتبة ضابط.
شارك عز الدين التل في حرب فلسطين عام 1948 ضمن صفوف القوات الأردنية، حيث قاد إحدى السرايا المقاتلة في منطقة صفد. وقد عُرف خلال تلك المعارك بشجاعته ورفضه الاستسلام، ما عكس وطنيته وإصراره على الدفاع عن الأرض والكرامة.
بعد عودته من فلسطين، التحق بوزارة المعارف عام 1949، حيث عمل معلمًا ثم مديرًا لعدد من المدارس في مناطق مختلفة من الأردن، منها: الكرك، الزرقاء، سحاب، كفر يوبا، كفر عوان، الطيبة، دير أبي سعيد، وجرش. وقد ساهم بشكل فعّال في تطوير البنية التعليمية والإدارية للمؤسسات التي تولى إدارتها، وكان له دور تربوي محوري في بناء أجيالٍ من الطلبة.
في عام 1963، بدأ التل عمله في مؤسسة الإذاعة الأردنية، حيث لمع اسمه كمقدم للبرامج السياسية والإخبارية، وكمحاور بارز في اللقاءات الإذاعية. شغل عدة مناصب قيادية، منها:
مدير الأخبار
مدير البرامج
مدير إذاعة القدس
وعند احتلال الضفة الغربية عام 1967، رفض عز الدين التل تسليم إذاعة القدس للقوات الإسرائيلية، وقاد مقاومة مسلحة مع طاقم الإذاعة، دافعًا عن صوت الوطن حتى نفدت الذخيرة، واستولت القوات المحتلة على المبنى. بعد عودته إلى عمّان، عُيِّن مديرًا عامًا للإذاعة الأردنية بالوكالة، وظل في منصبه حتى تقاعده عام 1977.
توفي عز الدين التل في عام 2014، تاركًا وراءه إرثًا وطنيًا ومهنيًا غنيًا، يخلّده التاريخ كشخصية وطنية نذرت حياتها لخدمة الأردن في ميادين متعددة، وبقي اسمه حاضرًا في ذاكرة الإعلام والتعليم والعسكرية.