في الوقت الذي تتعدد فيه المواقف، وتتأخر فيه الاستجابات، يبقى الأردن علامة فارقة في مشهد الدعم الإنساني والالتزام الأخلاقي تجاه القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
لم ينتظر الأردن أن يُدعى إلى الميدان، ولم يظهر فجأة في لحظةٍ إعلامية خاطفة، بل كان وما زال حاضرًا منذ اللحظة الأولى، بثوابته القومية، ومواقفه الراسخة، وبروحه المتجذّرة في ضمير الأمة.
وعلى الأرض، لم تكن الكلمات هي الحاضرة، بل الأفعال. المستشفى الميداني الأردني في غزة ظلّ شامخًا وسط الحصار، يعالج الجرحى، ويواسي المنكوبين، ويرسل رسالة حياة في قلب المعاناة. وفرق الإغاثة الأردنية ما زالت تواصل الليل بالنهار، تؤدي واجبها الإنساني والوطني بشجاعة ومسؤولية.
وفي مشهد إنساني غير مسبوق، نفّذ الأردن عشرات الإنزالات الجوية لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية لأهل غزة، في ظروف بالغة التعقيد، أثبت خلالها قدرته على الوصول والدعم رغم التحديات. كما استمر في تسيير قوافل الشحن البري، مدعومة بجسر إغاثي متكامل، بإشراف رسمي مباشر ومتابعة حثيثة من القيادة، لتأمين إيصال المساعدات إلى مستحقيها في الميدان.
في وقت غاب فيه كثيرون، أو اكتفوا بالمواقف الرمزية، كان الأردن في الميدان، يقدّم دعمه الفعلي، ويجسّد مبادئه دون تردّد أو تكلّف.
وإن كان البعض يسعى إلى الأضواء، فإن الأردن بقيادته لا يسعى إلا إلى الواجب.
جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، لا ينتظر حمدًا ولا شُكورا، فهو أبٌ للجميع، وضمير أمة، وصوت الحق حين يصمت الآخرون.
حفظ الله الأردن، قيادةً وشعبًا، ليبقى قويًا وسندًا لكل من يحتاج العون ويستحق الوقوف معه