في ذاكرة البادية الأردنية، تبقى أسماء الرجال الكبار محفورة كالجبال، ومنهم الفقيد متعب بن نوري بن فايز بن سطام بن فندي الفايز، أحد أعمدة قبيلة بني صخر الأبية، والذي رحل عن الدنيا في عام 2005 تاركًا إرثًا من المروءة والهيبة والوفاء.
المرحوم متعب هو الابن الأكبر للشيخ نوري السطام الفايز، ووريث القيم التي حملها الآباء والأجداد من آل الفايز، هذه الأسرة العريقة التي سطّرت أدوارًا وطنية وتاريخية في مسيرة الأردن الحديث، وكان لها في كل ميدان كلمة ووقفة.
عرف عن الشيخ متعب بن نوري رجاحة العقل، واتزان الرأي، وصلابة الموقف. لم يكن مجرد اسمٍ في قائمة أبناء القبائل، بل كان رمزًا يُستشار، وفارسًا يُشهد له في المواقف الصعبة، وركنًا من أركان العشيرة في حلّ النزاعات، وتعزيز قيم الصلح والإصلاح بين الناس.
تميّز الفقيد بحضوره المهيب، وصدقه في الحديث، وحنكته في إدارة الشأن العشائري. وكان صوته إذا نطق، يُنصت له الكبير قبل الصغير، وهيبة المجلس لا تكتمل إلا بوجوده.
ورغم أن رحيله مضى عليه ما يقارب العقدين، إلا أن ذكراه لا تزال حاضرة في وجدان كل من عرفه، فالموت لا يغيّب من تركوا في قلوب الناس أثرًا لا يُمحى.
لقد فقدت قبيلة بني صخر برحيله أحد أعمدتها، وخسرت البادية الأردنية رجلًا من طراز خاص، حمل الراية بصدق، ومضى في طريق الرجولة والكرامة دون تكلّف أو ادّعاء.
رحم الله الشيخ متعب بن نوري الفايز، وأسكنه فسيح جنانه، وجعل البركة في ذريته وذريّة إخوانه وأعمامه من آل الفايز الكرام.