في مشهد يُسجَّل في سجل الكرامة والمروءة، أكدت المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، أن المواقف تُقاس بالأفعال لا بالتصريحات، وبالإصرار لا بالتردد، وبالقدرة على كسر المستحيل.
فرغم رفض الاحتلال الإسرائيلي والحصار الخانق على أهلنا في غزة، أصرّ الأردن، قيادةً وشعبًا، على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، لتبقى النخوة الأردنية حاضرة في كل لحظة من لحظات الألم الفلسطيني.
ولم تكن هذه الخطوة الأولى، لكنها جاءت كرسالة واضحة للعالم: القضية الفلسطينية ليست ملفًا سياسيًا عابرًا، بل هي قضية مركزية راسخة في وجدان الدولة الأردنية، ومحور أساسي في تحركاتها الدبلوماسية على الساحة الدولية.
عقود طويلة والأردن يحمل همّ فلسطين. القدس أمانة هاشمية، وغزة تسكن قلب كل أردني. ومع كل أزمة، يثبت الأردن موقفه: لا مساومة على الحق، ولا صمت أمام الجوع والدمار والظلم.
جلالة الملك عبدالله الثاني شدد، كعادته، على أن الكرامة لا تعرف التردد، وأن الإنسانية لا تعترف بالحواجز. فانطلقت طائرات سلاح الجو الملكي، وارتفعت أعلام الأردن فوق قوافل الخير، وتحركت المساعدات الطبية والغذائية رغم العراقيل، لأن الأردن لا ينتظر الإذن لنُصرة الملهوف.
هذا الموقف لم يكن مجرد فعل إنساني، بل التزام قومي وتاريخي تُرجم على أرض الواقع، في وقت اكتفى فيه كثيرون بالكلمات.
ختامًا، ستبقى غزة صامدة ما دام فيها من يصبر ويقاوم، وستظل اليد الأردنية ممدودة بالعون ما دام فيها نبض من ضمير. فالحق لا يُقهر، ما دام خلفه قائد بحجم عبدالله الثاني، وشعب لا يخذل إخوته في الشدة.