في عالم تتسارع فيه التحديات البيئية والاقتصادية، تبرز شخصيات مهنية كان لها الدور المحوري في دعم التنمية المستدامة، وعلى رأس هؤلاء يسطع اسم المهندس طلال محمد الفايز، الذي كرس مسيرته المهنية لخدمة القطاع الزراعي في الأردن، وعزز من حضور بلاده في المحافل الدولية من خلال عمله المتميز في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
يحمل الفايز بكالوريوس في الهندسة الزراعية من الجامعة الأردنية (1989)، وتتويجًا لمسيرته التعليمية المتميزة، بدأ رحلةً مهنيةً حافلة تنوعت بين العمل الحكومي والدولي والخاص.
منذ عام 2015، يشغل المهندس طلال الفايز منصب خبير برامج ومسؤول العلاقات الحكومية والاتصال في مكتب الفاو بعمان، حيث يقود جهود التنسيق بين المنظمة والجهات الحكومية الأردنية والشركاء الوطنيين. أسهم الفايز بشكل مباشر في تنفيذ ومتابعة وتقييم مشاريع الفاو في الأردن، وساهم بخبرته الفنية في تطوير السياسات الزراعية الوطنية، مما جعله صوتًا موثوقًا في قضايا الأمن الغذائي والتنمية الريفية.
لم يكن هذا الدور وليد اللحظة، فقد سبقه أكثر من 12 عامًا من العمل الإداري داخل الفاو، حيث شغل منصب المساعد الإداري والقائم بالأعمال، وكان مسؤولًا عن إدارة المهام التشغيلية واللوجستية، إضافة إلى الإشراف على الكوادر وضمان كفاءة سير العمل، وتمثيل المكتب في غياب مسؤوليه الرئيسيين.
وفي المراحل الأولى من مسيرته، عمل الفايز كمهندس زراعي وباحث في وزارة الزراعة الأردنية، مسهمًا في إجراء دراسات ميدانية لتحسين الممارسات الزراعية، إضافة إلى تقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين، وهو ما شكّل الأساس المهني الذي انطلقت منه لاحقًا مسيرته الدولية.
كما خاض تجربة مهنية في القطاع الخاص بين عامي 1992 و1999، حيث أدار مشاريع تجارية خاصة، أكسبته خبرة إدارية وتشغيلية أضافت بعدًا عمليًا إلى مسيرته، سبقتها خدمة العلم في صفوف القوات المسلحة الأردنية، حيث نهل من قيم الانضباط والالتزام.
يمتلك الفايز مهارات متعددة تشمل التنسيق والعلاقات الحكومية، السياسات الزراعية، إدارة المشاريع، إدارة المكاتب، إلى جانب إتقانه اللغتين العربية والإنجليزية، ما أهّله ليكون همزة وصل فعّالة بين المؤسسات الدولية وصناع القرار المحليين.
يُعد المهندس طلال محمد الفايز نموذجًا للمختص الأردني الذي يمزج بين الخبرة الميدانية والبعد الدولي، ويواصل اليوم دوره في دعم جهود التنمية الزراعية المستدامة، واضعًا خبرته في خدمة وطنه، ومساهمًا في بناء مستقبل أكثر أمنًا غذائيًا وعدلًا تنمويًا.