فكيف إذا كان الراحل شهيداً؟ وكيف إذا كان أخاً وقائدًا وعنوان تضحية؟
أمجد الخالدي، ذاك الفارس الذي واجه الرصاص بصدره، لا ليُهزم، بل ليخلّد اسمه في قائمة رجال الوطن الذين لا يموتون، أصيب برصاصة غدرٍ أثناء مداهمة لمهربي مخدرات في الرويشد، فارتقى حيًّا بجسده… وأسيرًا على سرير الألم والوجع.
منذ عام 1996، عاش أمجد شريفاً... مقعداً لا يتحرك... لكن روحه لم تُقعد، ظلّ يحيا للأردن، يتنفس حبّه، ويحمل في صمته رسالةً أبلغ من الكلام.
واليوم… وبعد أن ودّعنا الشهيد الرائد، جاء قرار الترفيع إلى رتبة مقدم، كأن الوطن يهمس: لم ننسَك… لن ننساك…
كم هو موجعٌ أن تُرفع رتبتك بعد الرحيل!
كم هو مؤلمٌ أن نحتفل بنجاحك ولا نراك بيننا!
لكن العزاء أن الله اصطفاك شهيدًا، وأن الأرض احتضنتك كما يحتضن الأردني ترابه حين يموت عليه.
أمجد الخالدي…
لسنا نبكيك لأنك ضعفت، بل لأنك صمدت كثيرًا.
لسنا نحزن على رحيلك، بل على فقدان رجلٍ يشبه الوطن في ثباته، وصمته، وجلاله.
نم قرير العين يا مقدمنا الشهيد،
فالأردن لا ينسى رجاله… والشرفاء لا يُغيّبهم الموت.