ها أنتم تقتربون من محطة نتائج التوجيهي، مرحلة ينتظرها الجميع بلهفة، ولكن يرافقها شيء من التوتر والقلق، وهذا أمر طبيعي لا يقلل منكم أبدًا.
فالثقة بالله أولًا، ثم بأنفسكم وبما بذلتموه من جهد، هي مفتاح عبور هذه المرحلة بسلام ونجاح.
النجاح لا يعني غياب المحاولة أو السقوط، بل هو في قدرتك على الوقوف مجددًا، في تعبك، في سعيك، وفي رغبتك الحقيقية في أن تصنع مستقبلك بيديك.
لا تستسلم أمام التوتر أو كلام الآخرين المحبط، فأنت وحدك من تعلم كم سهرت، وكم اجتهدت، وكم حلمت.
لكل واحد منكم هدف في رأسه، وطموح في قلبه، وتخصص يرى نفسه فيه.
تذكّر دومًا أن حبك لتخصصك هو طريقك للإبداع، لأن الشغف بالتعلم هو الذي يصنع التميز، لا مجرد الالتحاق بمقاعد الدراسة.
التخصصية اليوم باتت عنوانًا للنجاح الحقيقي، فلم يعد كافيًا أن تنال شهادة جامعية وحسب، بل أن تفهمها، وتتعمّق فيها، وتدعمها بالمهارات والدورات والمعرفة.
للأسف، نرى البعض يعتبر النجاح في التوجيهي مجرد بوابة لنيل شهادة والسلام، دون اكتراث لما سيلي. بل أحيانًا نسمع من يقول: "سأدخل أي تخصص وأشتغل بأي شيء، حتى لو ما له علاقة بشهادتي".. وهنا تكمن المشكلة.
لماذا لا نُسلّح أنفسنا بالعلم الحقيقي؟ لماذا لا نطوّر معرفتنا في تخصصنا؟ ليس شرطًا أن تكون المعلومة فقط داخل جدران الجامعة، فهناك عشرات الطرق لتقوية الذات: دورات، كتب، منصات تعليمية، تجارب عملية.
الأهم أن تكون لديك الرغبة في أن تكون الأفضل، لا بين الناس، بل في عين نفسك أولًا.
أحبّوا تخصصكم، وتمسكوا بأحلامكم، ولا تساوموا على تعبكم.
أنتم اليوم على أبواب مرحلة جديدة، فاجعلوها بداية قوية لا تُنسى.