في مسيرة حافلة بالعطاء والمسؤولية، يبرز اسم الشيخ طلال صيتان الماضي كأحد الشخصيات الوطنية البارزة، التي جمعت بين الحكمة العشائرية والخبرة الإدارية والعمل العام، ليشكل نموذجًا فريدًا في القيادة والخدمة.
حاصل على درجة البكالوريوس في التاريخ، بدأ الشيخ طلال مسيرته المهنية مبكرًا، متنقلاً بين عدة مواقع ترك فيها بصمة واضحة. فقد عمل موظفًا في الشركة الأردنية الفرنسية بين عامي 1985 و1987، قبل أن ينتقل إلى ميدان التعليم، فكان معلمًا لمادة الرياضيات من عام 1987 وحتى 1993، ثم مديرًا لمدرسة حتى عام 1995.
وفي عام 1995، بدأ مسيرة طويلة في وزارة الداخلية امتدت حتى عام 2007، كانت شاهدة على التزامه بخدمة الوطن، ما أهّله لاحقًا ليكون عضوًا في مجلس الأعيان الخامس والعشرين عام 2011، وهي محطة مفصلية في حياته السياسية.
لم يتوقف عطاء الشيخ طلال عند العمل الرسمي، بل كان رئيسًا لنادي الحسين الرياضي بين عامي 1997 و2001، ونائب رئيس اتحاد البولينج الأردني، كما شارك في تأسيس النادي العربي للثقافة والفنون، ومركز البادية للبحوث والتنمية بين عامي 2002 و2006، إضافة إلى عضويته في المجلس الاستشاري لمحافظة المفرق عام 2003.
وعلى صعيد العمل الحزبي، كان أحد المؤسسين لحزب الجبهة الأردنية الموحدة و عضوًا في لجنته التنفيذية، لاحقا ليكون أحد مؤسسي الحزب الديمقراطي الاجتماعي الاردني و قياداته الفاعلة ، ليرأس مجلسه العام خلال انتخابات الحزب الداخلية إلى يومنا هذا مما يؤكد إيمانه بأهمية التعددية السياسية والعمل الحزبي المسؤول.
وعلى امتداد هذه المسيرة، بقي الشيخ طلال شيخًا لعشيرة العيسى منذ عام 1996، جامعًا بين القيم العشائرية الأصيلة والرؤية الوطنية الحديثة، وهو امتداد طبيعي لأبيه، فقد نشأ وترعرع في بيئة قادت الناس بالحكمة والخبرة والعدل.
إن ما يميز الشيخ طلال الماضي ليس فقط تنوع خبراته، بل التوازن الذي حققه بين العمل الحكومي والتربوي والعشائري والرياضي والثقافي، ليكون قائدًا متعدد الأبعاد، ووجهًا مشرفًا للبادية الأردنية والمفرق، ورمزًا وطنيًا يحتذى به.