الإعلامي الأردني علي غرايبة هو من الأسماء اللامعة التي تركت بصمة واضحة في فضاء الإعلام العربي، وخاصة في الإذاعة الأردنية والسعودية. عرف بمهنيته العالية وصوته المميز الذي رافق أجيالًا من المستمعين، فضلاً عن دوره الرائد في تدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية الشابة.
وُلد الإعلامي علي غرايبة في بلدة المغير التي تقع شمال محافظة إربد في الأردن، وذلك في عام 1940. تربى في هذه البيئة التي تجمع بين التراث العريق والروح الأردنية الأصيلة، مما شكّل جزءًا من شخصيته وتأثراته الثقافية.
منذ بداياته، أظهر غرايبة شغفًا كبيرًا بعالم الإعلام، مما دفعه إلى خوض تجربة مميزة في الإذاعة الأردنية، حيث بدأ رحلته المهنية التي أسهمت في بناء صرح إعلامي متين، وترك بصمة واضحة في المشهد الإعلامي الأردني والعربي
بدأ غرايبة مسيرته المهنية في عالم الإعلام عبر الإذاعة الأردنية، حيث عمل كمذيع ومعد برامج، ما مهد له الطريق نحو احترافية الإعلام الإذاعي. تميز بأسلوبه الواضح والرصين، وقدرته على التواصل مع الجمهور بطريقة فريدة، ما جعله أحد أبرز أصوات الإذاعة في الأردن في فترة الستينيات والسبعينيات.
قدم علي غرايبة خلال مسيرته العديد من البرامج الإذاعية، من أبرزها:
"معكم في كل مكان": برنامج متنوع يقدم محتوى ثقافي واجتماعي وترفيهي للمستمعين.
"البث المباشر": برنامج تغطية حية للأحداث الجارية، شارك في تقديمه مع الإعلاميين جمان مجلي وضياء سالم.
في عام 1974، انتقل علي غرايبة إلى الإذاعة السعودية، التي كانت تعرف آنذاك بالإذاعة السعودية العامة أو إذاعة الرياض، والتي تُعتبر من أهم محطات البث الإذاعي في المملكة العربية السعودية.
على مدار عشرين عامًا، ساهم غرايبة في تقديم مجموعة متنوعة من البرامج الإذاعية التي شملت نشرات الأخبار، والبرامج الثقافية والاجتماعية والترفيهية، مع الالتزام بالمهنية العالية واللغة العربية الفصحى.
كان أيضًا من الأعمدة التي ساهمت في تطوير العمل الإذاعي داخل المؤسسة السعودية، حيث لعب دورًا مهمًا في تدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية السعودية الجديدة، ناقلاً لهم خبراته ومهاراته في فنون التقديم والإلقاء.
بعد رحلته الطويلة في السعودية، عاد علي غرايبة إلى الأردن حيث انضم إلى مركز التدريب الإعلامي التابع لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية. هناك، لم يقتصر دوره على تقديم البرامج فقط، بل امتد ليشمل تدريب جيل جديد من الإعلاميين الأردنيين.
من خلال منهجه المهني المتقن، ساهم في تأهيل الكثير من الكوادر الإعلامية التي أصبحت لاحقًا من الوجوه المعروفة في الإعلام الأردني والعربي.
حافظ علي غرايبة على إرث إعلامي متجدد في الأسرة، حيث تربت رند على خبراته ومبادئه المهنية، فكانت بمثابة امتداد لمسيرة أبها في خدمة الإعلام الأردني.
يظل الإعلامي علي غرايبة واحدًا من الأسماء التي ساهمت في صنع تاريخ الإعلام الأردني والعربي، عبر عمله الدؤوب كصوت إذاعي مؤثر، وكمدرب وموجه للأجيال الجديدة من الإعلاميين. امتدت مسيرته من الإذاعة الأردنية إلى السعودية، ثم عودة ليضع خبراته في خدمة وطنه، مشكلًا بذلك رمزًا من رموز الإعلام العربي المحترف والملتزم.