أطلقت وزارة الشباب ووزارة الصحة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، برنامجًا مشتركًا يهدف إلى تعزيز الوعي بالصحة النفسية لدى اليافعين والشباب في الأردن، تحت عنوان "عقول صحية، مستقبل مشرق". وتم ذلك خلال حفل أقيم في مدينة الحسين للشباب، بحضور وزير الشباب المهندس يزن الشديفات، والدكتور رائد الشبول، أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة، إلى جانب ممثل اليونيسف في الأردن فيليب دوامل، ورئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب محمد هديب، وعدد من ممثلي المؤسسات الرسمية والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني.
يهدف البرنامج إلى تقديم دليلين توعويين حول الصحة النفسية، الأول مخصص لليافعين والشباب، والثاني للعاملين مع الشباب. وقد تناولت الجلسة الحوارية التي تخللت الحفل أهمية رفع الوعي حول الصحة النفسية لدى الشباب، حيث أكد وزير الشباب المهندس يزن الشديفات على أن هذا التوعية ليست رفاهية بل ضرورة، كونها تلعب دورًا كبيرًا في بناء جيل شبابي واع ومتوازن قادر على مواجهة التحديات. وأشار إلى أن الوزارة، بالشراكة مع وزارة الصحة واليونيسف، ستنفذ برامج تدريبية في المراكز الشبابية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة، بالإضافة إلى تمكين العاملين مع الشباب من استخدام الأدلة المخصصة لهذا المجال.
من جانبه، أكد الدكتور رائد الشبول على أهمية تعزيز خدمات الصحة النفسية في المملكة، مشيرًا إلى جهود وزارة الصحة في دمج خدمات الصحة النفسية ضمن الرعاية الصحية الأولية، بما يضمن توفير الدعم النفسي الجيد للمواطنين، خاصة في المراكز الصحية المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة. وأضاف أن الوزارة تواصل شراكتها مع القطاعات المعنية، مثل وزارة الشباب والتعليم، لتحقيق نتائج إيجابية في مجال الصحة النفسية.
وفي تصريح له، أشار فيليب دوامل، ممثل اليونيسف في الأردن، إلى أن مشاكل الصحة النفسية بين الشباب أصبحت ظاهرة عالمية متزايدة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. وأضاف أن البرنامج المشترك يهدف إلى مساعدة الشباب على فهم وإدارة صحتهم النفسية بشكل أفضل، بالإضافة إلى تعزيز قدرة العاملين مع الشباب على التعامل مع تحديات الصحة النفسية التي يواجهها هؤلاء.
كما تم خلال الحفل تقديم دليلين تفاعليين، الأول مخصص لليافعين ويساعدهم على التعرف على تحديات الصحة النفسية وكيفية طلب الدعم عند الحاجة، بينما يقدم الدليل الثاني أدوات للعاملين مع الشباب من أخصائيين اجتماعيين ومتخصصين في الرعاية الصحية، لتوعية الشباب بمواجهة هذه التحديات.
البرنامج شهد تفاعلًا كبيرًا من أكثر من 100 شابًا وشابة من مختلف محافظات المملكة، الذين شاركوا في تجارب تفاعلية مستوحاة من محتويات الدليلين، ما ساهم في تعزيز الوعي الذاتي حول الصحة النفسية ودعم الأقران.
تأتي هذه المبادرة في إطار جهود الحكومة الأردنية ومنظمات الأمم المتحدة لتعزيز الصحة النفسية وتقديم الدعم النفسي اللازم لشريحة الشباب، بما يساهم في بناء مجتمع صحي وقادر على مواجهة التحديات المستقبلية.