أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة إلتزام الأردن بتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر، مشيراً إلى أن الأردن يطمح لأن يصبح مركزاً عالمياً للطاقة الخضراء، مع التركيز على تعزيز تنافسية إنتاج الهيدروجين الأخضر وتقليل تكلفة إنتاج الأمونيا الخضراء.
جاء خلال إنعقاد الطاولة المستديرة الرابعة اليوم الأربعاء، لعرض النتائج النهائية للدراسة الشاملة حول نموذج عمل البنية التحتية المشتركة لمشاريع الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وعدد من الشركاء.
ولفت الخرابشة إلى أن بعض الشركات التي تعمل مع الحكومة في مجال الهيدروجين الأخضر وصلت إلى مراحل متقدمة، وأن الحكومة تعمل حالياً على تحديد نوعية الحوافز التي يمكن تقديمها للمستثمرين لتسهيل أعمالهم وتحقيق الفائدة المرجوة للطرفين، مضيفاً أن الحكومة تعمل على وضع إطار تنظيمي متكامل لدعم الإستثمارات في هذا المجال.
وعبر عن تطلعه إلى إتفاق المشاركين في الإجتماع على آليات تساعد في تقليل تكلفة إنتاج الأمونيا الخضراء، وجعلها أكثر تنافسية عالمياً، تماشياً مع إستراتيجية الهيدروجين الأخضر التي تهدف إلى ترويج الأردن كمركز رئيسي لإنتاج الطاقة الخضراء، ليس فقط للإستهلاك المحلي ولكن أيضاً للتصدير.
من جانبه، أكد وزير الإستثمار مثنى الغرابية، أن التصنيع المحلي سيكون عنصراً أساسياً في إستراتيجية الإستثمار، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على إنشاء منطقة إقتصادية متكاملة لدعم سلاسل الإنتاج المرتبطة بالطاقة المتجددة.
بدورها، بينت أمين عام وزارة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة أماني العزام، أن الحكومة الأردنية أحرزت تقدماً كبيراً في الإطار التنظيمي المطلوب لتهيئة بيئة داعمة لتطوير الهيدروجين الأخضر في الأردن.
وأوضحت أن الخطوات التي اتّخذتها الحكومة لدعم صناعة الهيدروجين تشمل تحديث قانون الكهرباء ليشمل تخزين الطاقة، وتسهيل إنشاء خطوط نقل خاصة لربط الطاقة المتجددة مباشرة بصناعة الهيدروجين، ما يسمح بتجنب أي قيود على الشبكة.
ومن الخطوات الداعمة وفقاً للعزام، إقرار الأسباب الموجبة لقانون جديد للغاز لأول مرة في الأردن، والذي حصل على موافقة مجلس الوزراء وهو الآن بإنتظار المصادقة النهائية من البرلمان، إذ سيتضمن أحكاماً خاصة بالهيدروجين الأخضر، إضافة إلى تمكين بناء وتشغيل خطوط أنابيب مخصصة لنقل الهيدروجين.
من جانبها، قالت المديرة الإقليمية لمنطقة البحر المتوسط في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية "غريتشن بيري"، إن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يقود سلسلة من مناقشات المائدة المستديرة حول تطوير الهيدروجين الأخضر في الأردن، ويأتي هذا مع إستمرار تزايد الإهتمام بقطاع الهيدروجين الأخضر.
وأشارت إلى أن عوامل مثل موارد الطاقة المتجددة الوفيرة في الأردن والموقع الإستراتيجي وسوق الفوسفات، إضافة إلى الموارد المعدنية، تجعل الأردن وجهة رئيسية لإستثمار الهيدروجين الأخضر، بما يتماشى مع أهداف وطموحات الأردن التي تتضمنها رؤية التحديث الإقتصادي.
وأكدت بيري إلتزام البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بدعم الحكومة الأردنية وشركائها في تعزيز إستثمارات الهيدروجين الأخضر، مشيرة إلى أن البنك تمكن من خلال الشركة الإستشارية من تحديد المهمة الفنية لتطوير مركز الهيدروجين الأخضر داخل منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة، وتقييم الخيارات المختلفة للبنية التحتية المشتركة ومعالجة الترتيبات الفنية والتجارية للبنية التحتية ذات الإستخدام المشترك.
ويهدف الإجتماع إلى تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لضمان تحقيق أقصى فائدة إقتصادية من مشاريع الهيدروجين الأخضر، وتحفيز الإستثمار في الطاقة النظيفة لدعم الإقتصاد الوطني والمساهمة في تحقيق الأهداف العالمية للحد من الإنبعاثات الكربونية.