دائما ما كنا نسمع عن الهجره من الريف الى المدينه وذلك طلبا للرزق والوظيفه والقرب من الخدمات العصرية التي تحتويها المدن الكبرى مثل (#عمان – #الزرقاء – #اربد) والتي يسكن بها في المركز حوالي 85% من سكان الاردن الأمر الذي ادى الى ازدحام خانق وضوضاء وضغط على البنية التحتيه والخدمات .
ولكن بالسنوات القليلة الماضيه اصبحنا نلحظ هجرة عكسية من المدينه الى الريف، فكثير منا قرر ان يهرب من زخم حياة المدينه وضجرها - التي قتلت فينا العقول والأرواح والقلوب وتعلقنا بماديات الحياة - الى الارياف والقرى بهوائها الطلق ومساحاتها الواسعه ومناظرها الطبيعية، وتعود #أسباب_الهجرة_العكسية الى ما يلي:
#تكلفة_الحياة_الباهضه_في_المدن
جميعنا يعلم ارتفاع تكلفة تملك منزل او شقه في المدن، وعلى سبيل المثال متوسط سعر الشقه بعمان حوالي 70 الف دينار وبالمقابل يستطيع الموظف البسيط القادم من المحافظات ان يبني منزل مستقل او شقه اعلى منزل العائلة بنصف التكلفة في مسقط رأسه وهذا سيجنبه ان يضع على نفسه ديون بنكيه تمتد لعشرات السنوات مما يؤثر على نفسيته وعلاقته مع زوجته وعائلته.
وتشير الدراسات ان الانتقال من المدينه الى الريف تزيد من معدل الدخل 22% وذلك للتوفير الناتج عن انخفاض تكلفة المعيشه بالقرى اضافة الى وجود امكانية استثمار الزراعة في البساتين والاراضي الصغيرة التي من الممكن ان تدر على الشخص ايرادات مادية.
#الخروج_الى_المعاش (التقاعد)
غالبية ممن غادروا الارياف باتجاه المدن كان بسبب الوظيفه بالقطاع العام أوالخاص، وعند وصول الشخص الى سن التقاعد وجلوسة في المنزل يفكر بالابتعاد عن الضوضاء والازدحام والمغادرة الى قريته ليجد فيها صفاء الذهن والراحة بعد سنوات شاقة من العمل بدافع الحنين الى اقاربه واصدقاء الطفولة وما شابه وان يجد المساحات لزراعه الورود والأشجار والجلوس بحديقة واسعه مع زوجته وابناءه واحفاده.
#تحسن_البنية_التحتية_والخدمات_في_المدن_والقرى
يبدو أن الهجرة العكسية من المدن إلى القرى والأرياف باتت الخيار الأنسب خصوصاً أن معظم القرى المنتشرة في المحافظات تتوفر فيها بعض الإمكانات اللازمة من متطلبات الحياة المعاصرة مثل خدمه الاتصالات والانترنت والماء والكهرباء بالإضافة إلى توفر المدارس بكافة مراحلها وتوفر الجامعات والكليات المتوسطة بالاضافة الى فروع من المؤسسات والوزارات.
#العالم_الافتراضي_والخدمات_الالكترونية
ان وجودنا كمستخدمين لشبكة الانترنت وامتلاكنا حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي يجعلك من سكان العالم الافتراضي الذي لا يفرق بين الريف والمدينه، بل قد يقرأ او يشاهد او يستمع ابن الريف الى اخبار ومعلومات قبل ابن المدينه لأن هذا الأمر لا يتطلب قربك من العاصمه بل انه يعتمد على قدراتك على التواصل واستخدام الانترنت وبالتالي فان المعرفه والعلم والثقافة اصبحت متاحة للجميع وليس من الضرورة ان تهاجر للمدن لتكون اقرب للمكتبة أو مصادر المعرفة والمعلومات.
وان الخدمات الالكترونيه التي توفرها اغلب المؤسسات العامه والخاصه المتعلقة بالخدمات وفرت علينا مشقة المراجعات وقطع المسافات وبذل الجهد والمال واصبحنا بكبسة زر نحصل على الخدمات وندفع فواتيرنا.