أدّت الدكتورة المحامية جواهر حسن البشر الجبور (أم المها) القسم القانوني أمام وزير العدل ونقيب المحامين، لتنضم رسميًا إلى سجل المحامين المزاولين، مستكملة بذلك جميع متطلبات ممارسة مهنة المحاماة في الأردن، بعد مسيرة مشرّفة في السلك القضائي.
القاضية الجبور، النشمية البدوية القادمة من صحراء بني صخر، جسّدت قصة نجاح استثنائية لامرأة أردنية جمعت بين الأصالة والعلم، وبين إرث القبيلة وحداثة الدولة، فكانت مثالًا لبنت العشيرة، واخت الرجال، وقدوة وطنية في الطموح والعطاء والانتماء.
بإرادة صلبة وطموح لا يلين، خطّت الجبور مسيرتها العلمية والعملية بثبات، حاصلة على درجة الدكتوراه من الجامعة الأردنية بامتياز عن رسالتها الموسومة بـ "الصلح الجزائي كسبب لانقضاء الدعوى العامة", ودرجة الماجستير من جامعة الشرق الأوسط بتقدير امتياز، لتصبح علمًا بارزًا في ميادين العدالة والقانون.
عرفت القاضية الجبور بحضورها اللافت في المؤتمرات والدورات القانونية داخل الأردن وخارجه، كما قدمت العديد من المحاضرات في الجامعات والمحافل الأكاديمية، ناقشت خلالها قضايا مهمة كالعنف الجامعي والتطرف، مؤكدة أن "العنف الجامعي يثير في النفس الألم والحسرة، لأنه تجاوزٌ على كافة المعاني الأخلاقية"، ودعت إلى حوار بنّاء يعيد للجامعات دورها التربوي والوطني.
وما تزال الجبور، المحامية والقاضية والأم والمثقفة، تثبت يومًا بعد يوم أن الإرادة القوية كفيلة بصناعة التغيير، وأن المرأة الأردنية قادرة على عبور كل التحديات، لتكون على الدوام شريكة في صناعة المجد، وسندًا لوطن لا يعرف المستحيل.