في زمن تتعدد فيه الأصوات وتتشابك فيه المصالح، يبقى لبعض الشخصيات حضور لا يُقاس بالمناصب أو الألقاب، بل يُقاس بثقل الكلمة وصدق الموقف ومن بين هؤلاء، يبرز
اسم الشيخ ضيف الله القلاب، أحد أبرز وجوه قبيلة بني حسن، وواحد من رجالات الأردن الذين تركوا بصمة في العمل العشائري والسياسي.
ولد الشيخ ضيف الله في قرية العالوك، ونشأ في بيئة محافظة، حيث تعلم منذ الصغر أن الكلمة مسؤولية، وأن الإصلاح بين الناس عبادة.
لم يكن مجرد وجه عشائري، بل كان نائبًا في البرلمان الأردني ، وعضوًا في مجلس الأعيان، ما جعله يجمع بين الحكمة العشائرية والرؤية السياسية
لقب *"منقع الدم"* الذي يُطلق عليه في الأوساط العشائرية، ليس مجرد وصف، بل هو اعتراف بدوره في قضايا الإصلاح، خصوصًا في النزاعات الكبرى التي كادت أن تشعل فتيل الفتنة، فكان دائمًا صوت العقل، وراية الصلح. تدخّل في عشرات القضايا الحساسة، وساهم في حقن الدماء، وإعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد
ورغم انخراطه في العمل السياسي، حافظ الشيخ ضيف الله على استقلاليته، وكان قريبًا من الناس، لا تغريه المناصب، ولا تُغيّره المواقع. وفي عام 2023، قدّم استقالته من حزب "إرادة"، مؤكدًا أن قراره نابع من أسباب خاصة، في موقف يعكس احترامه لذاته ولمبادئه
الشيخ ضيف الله القلاب لا يُقاس بمنصب، بل يُقاس بأثره في الناس. هو من أولئك الذين إذا تحدثوا أنصت الجميع، وإذا تدخلوا في نزاع، عاد السلام. يمثل جيلًا من الرجال الذين لا يطلبون الأضواء، بل يصنعونها من خلال المواقف، ويتركون أثرًا لا يُمحى في ذاكرة الوطن.