لطالما كان الجيش العربي الأردني رمزاً للقوة والانتماء ودرعاً حصيناً يحمي الوطن ويصون مقدراته. إنه المؤسسة الوطنية التي تمثل نموذجاً راسخاً في الانضباط والعطاء، وتظل أيقونة فخر لكل أردني وأردنية.
وما أغنية "حنا كبار البلد" منذ عام 1972 وحتى الآن سوى كلمات دلت على الفخر والاعتزاز بالأردن، وبالجيش العربي الأردني الذي يجسد معنى كبار البلد، ويؤكد على الدور المحوري لمؤسسات الدولة والنظام في حماية الوطن وصون هويته. هذه الأغنية لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل رسالة واضحة لكل جيل بأن الانتماء للوطن يبدأ بخدمة الوطن وإعلاء قيمه.
ومن هذا المنطلق، نثمن عالياً ما جاء به سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بقرار إعادة خدمة العلم، وهو قرار يحمل في طياته رسالة واضحة بأن الأردن يستثمر بأغلى ما يملك، وهم شبابه. فالشباب هم الركيزة الأساسية لبناء المستقبل، والأمل الحقيقي لكل الوطن.
خدمة العلم ليست مجرد التزام قانوني، بل هي مدرسة وطنية شاملة تصقل شخصية الشباب، وتغرس فيهم قيم الانضباط والمسؤولية، وتعلمهم العمل بروح الفريق الواحد، وتمنحهم الثقة بالنفس، وتزرع فيهم الانتماء الحقيقي للوطن. كما أنها تسهم بشكل مباشر في تهذيب السلوك وتعزيز القيم الإيجابية لدى الشباب، بما ينعكس على حياتهم اليومية وتعاملهم مع مجتمعهم ومؤسسات الدولة.
ولأجل هؤلاء الشباب، نقول لهم: بعد اجتيازكم التدريبات العسكرية الصارمة، ستصبحون جزءاً من جهاز يُطلق عليه "كبار البلد"، فكونوا على مستوى هذا الاسم، متمسكين بالعزيمة والإصرار، حاملي راية الوطن في أوقات التحدي والعمل.
نأمل أن تخرج خدمة العلم أجيالاً أكثر وفاءً ونضجاً، قادرة على مواجهة التحديات وبناء مستقبل مشرق، تكون فيه المملكة الأردنية الهاشمية نموذجاً للوطنية والانتماء الحقيقي. فخدمة العلم رسالة وطنية عميقة، وامتياز شرف يُسجل لكل شاب وشابة يُساهمون في حماية الوطن وصناعة أجياله القادمة.