في زمن باتت فيه القيم تُقاس بالألقاب والمناصب، يسطع نجم الرجال الذين يُخلّدهم الموقف، لا الرتبة، وتعلو أسماؤهم في ضمير الوطن لا في نشرات الأخبار. ومن بين هؤلاء العظماء، يبرز اللواء الركن عزام ارشيد الرواحنة (أبو علاء)، ذاك القائد الذي صاغ سيرته بماء الهيبة، وأضاء درب زملائه بنور الحكمة والصمت الناطق بالعطاء.
يا حيّ الله الطيبين، ويا مرحباً بالمواقف التي تصنع الرجال… باسمك يا أبو علاء نرفع الرأس، ونقف إجلالاً لسيرةٍ لا تشبه إلا المجد.
أنت لست مجرد ضابط برتبة لواء، بل مدرسة في الالتزام، وخارطة أخلاقٍ تسير على قدمين.
نشأ أبو علاء على قيم الشهادة، مستمدًا عزه من دم والده الطاهر، وسار بثبات في أصعب ميادين الشرف… الاستخبارات العسكرية، حيث لا يدخل إلا الرجال من معدن أصيل، ممن يضعون الوطن قبل الذات، والواجب قبل الراحة.
كان في مقدمة الصفوف، بعيدًا عن أضواء الكاميرات، قريبًا من قلب الوطن. كان العين التي لا تنام، والطيف الذي يحرس الأرض والناس.
كم من ضابط يحمل رتبة؟ كثير.
وكم من رتبة تستحق رجلًا مثل أبي علاء؟ قليل جدًا.
نفتخر بك يا أبا علاء، قبل الرتبة ومعها وبعدها، لأنك كنت ولا زلت رجلًا نقي السيرة، طيب الأثر، حازمًا بالحق، ورحيمًا بالناس، قويًا لا يظلم، وعادلًا لا يلين.
إن الإرادة الملكية السامية بترفيعك لم تكن قرارًا إداريًا فقط، بل وسامًا وطنيًا على صدورنا جميعًا، ودليلًا على أن الوطن يعرف رجالَه، ويكرّم مَن يستحق.
واليوم، وأنت تترجّل عن البزة العسكرية، لا نقول "يعطيك العافية" فقط، بل نقول "شكرًا من القلب"…