نيروز - محمد محسن عبيدات
في إطار
سعيها الدؤوب لتعزيز الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والميدان التربوي، نظّمت كلية
العلوم التربوية في جامعة اليرموك الملتقى الثالث للشراكة والتوجيه، برعاية نائب رئيس
الجامعة للشؤون الإدارية والمالية الدكتور يوسف عبيدات، مندوباً عن رئيس الجامعة. وقد
تضمن الملتقى فعاليات مهنية وتربوية متعددة، أبرزها تنظيم "يوم وظيفي" لخدمة
طلبة الكلية الخريجين، بمشاركة عدد من المدارس الخاصة.
وفي كلمته
خلال افتتاح الملتقى، أكد الدكتور عبيدات أن هذا الحدث التربوي يأتي تجسيداً لرؤية
جامعة اليرموك في مد جسور التعاون مع المؤسسات الوطنية، وخصوصاً في القطاع التربوي،
عبر رفدها بالكفاءات المؤهلة والخبرات العلمية التي تنهض بالتعليم وترتقي بمستواه.
وقال: "إن الجامعة تدرك تماماً أن مسؤولية النهوض بالعملية التعليمية لا تنفصل
عن مسؤولية بناء الدولة الحديثة، وأن إعداد المعلم الكفء لا يُعد مشروعاً أكاديمياً
فحسب، بل هو مشروع وطني بامتياز".
وأوضح
أن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، التي تركز على الاستثمار في التعليم
وإعداد أجيال قادرة على مواجهة تحديات العصر، تشكل البوصلة التي تسترشد بها جامعة اليرموك
في خططها التعليمية، مشيراً إلى أن كل خطوة في سبيل إعداد معلم مؤهل هي بمثابة لبنة
في بناء صرح الدولة المدنية المتقدمة.
وأضاف
عبيدات أن كلية العلوم التربوية في الجامعة تواصل تألقها كمؤسسة أكاديمية رائدة، من
خلال تبنيها أفضل المعايير العالمية في إعداد المعلمين، عبر المواءمة بين النظرية والتطبيق،
وتعزيز القيم التربوية، وتوظيف المهارات الحديثة في أساليب التعليم، لتكون رافداً مميزاً
للمدارس الأردنية بكفاءات تمتلك الرؤية والقدرة على إحداث التغيير الإيجابي في الميدان
التربوي.
بدوره،
قدم عميد كلية العلوم التربوية الدكتور أحمد الشريفين عرضاً تعريفياً عن "الدبلوم
العالي لإعداد المعلمين"، وهو أحد أبرز برامج الكلية التي تستهدف معلمي الصفوف
من الأول وحتى العاشر. وأوضح أن البرنامج الذي تبلغ مدته عاماً أكاديمياً واحداً ويمنح
الطالب شهادة جامعية معتمدة من وزارة التربية والتعليم، يتضمن 27 ساعة معتمدة، ويركز
على مجالات المعرفة والممارسة المهنية، وإدارة التعلم، والتأمل الذاتي، والأخلاقيات
التربوية، بالإضافة إلى دمج البحوث التربوية في أساليب التدريس.
وكشف الشريفين
أن عدد الطلبة الملتحقين في البرنامج خلال العام الماضي بلغ 914 طالباً وطالبة، من
بينهم عدد من الطلبة من ذوي الإعاقة، ممن تم دمجهم في البرنامج بصورة شاملة، تعكس التزام
الجامعة بقيم العدالة والمساواة والتنوع.
ومن جانبها،
ألقت الأستاذة أمل حوامدة، مديرة مدرسة ظهر السرور الثانوية للبنات في مديرية تربية
جرش، كلمة نيابة عن المدارس المشاركة، أعربت خلالها عن فخرها بالتعاون المثمر بين وزارة
التربية والتعليم وجامعة اليرموك، مشيرة إلى أن هذا البرنامج يمثل نموذجاً ناجحاً للشراكة
الحقيقية بين الجامعات والمدارس، في سبيل تجويد التعليم والارتقاء بمستوى مخرجاته.
وأضافت
حوامدة أن المعلمات الطالبات الملتحقات بالبرنامج يشاركن في تجربة ميدانية غنية، تشمل
التدريب على المهارات التربوية والإدارية، مشيرة إلى أن التفاعل المهني بين الطالبات
والمعلمات الموجهات يثري البيئة التعليمية داخل المدارس، ويعزز من تبادل الخبرات بين
مختلف أطراف العملية التعليمية.
وفي ختام
فعاليات الملتقى، قام الدكتور يوسف عبيدات بتكريم مديري التربية والتعليم، ومديري المدارس،
والمعلمين والمعلمات المشاركين في البرنامج من المدارس المتعاونة، تقديراً لجهودهم
في إنجاح هذا المشروع التربوي الرائد.
وعلى هامش
الملتقى، أُقيم "يوم وظيفي" لخدمة طلبة الكلية الخريجين، بمشاركة مجموعة
من المدارس الخاصة، التي قدمت فرصاً وظيفية ومهنية مباشرة للخريجين، في خطوة تعكس التزام
كلية العلوم التربوية بتمكين طلبتها وتهيئتهم للانخراط في سوق العمل التربوي بكفاءة
واقتدار.