تُعد السنة الهجرية محطةً روحية وتاريخية مهمة في حياة المسلمين، ويحتفل بها المسلمون في أنحاء العالم الإسلامي، ومن بينهم الأردن، الذي يولي هذه المناسبة اهتمامًا خاصًا. لكن لماذا يحتفل الأردنيون بهذه الذكرى؟ وما الرمزية التي تحملها في وجدان الدولة والمجتمع؟
أولًا: الهجرة النبوية حدث مفصلي
الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل كانت بداية لقيام الدولة الإسلامية، وبداية عهد جديد من النور والتخطيط والبناء. ولذلك، فإن بداية السنة الهجرية تذكّر المسلمين بأهمية التضحية، والصبر، والتوكل على الله، والسعي لبناء مجتمع العدالة والإيمان.
ثانيًا: الأردن جزء من الأمة الإسلامية
يحتفل الأردن بالسنة الهجرية باعتباره بلدًا مسلمًا يعتز بانتمائه الديني والحضاري. وهي مناسبة تتجدد فيها معاني الإيمان والارتباط بسيرة النبي ﷺ، وتعزز الوحدة الوطنية من خلال التركيز على القيم المشتركة. كما أن الدستور الأردني ينص على أن الإسلام دين الدولة، وبالتالي فإن المناسبات الدينية تحتل مكانة رسمية وشعبية في المجتمع.
ثالثًا: دور الدولة الأردنية في إحياء الذكرى
تحرص وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية على إحياء هذه المناسبة من خلال خطب الجمعة، والمحاضرات الدينية، والاحتفالات الرسمية التي يحضرها كبار المسؤولين والعلماء. وتُستغل الذكرى لتسليط الضوء على القيم الإسلامية الأصيلة مثل التآخي، والتخطيط، وحب الوطن، والتضحية في سبيل المبدأ.
رابعًا: البعد التربوي والاجتماعي
في الأردن، تعتبر ذكرى الهجرة النبوية فرصة لتربية الأجيال على القيم والمبادئ الإسلامية. ففي المدارس والمساجد، تُلقى الكلمات وتُعرض القصص التي تبرز بطولة النبي ﷺ وأصحابه، وتُربط الهجرة بمعاني الهجرة من الشر إلى الخير، ومن الجهل إلى العلم، ومن الفوضى إلى النظام.
خاتمة:
الاحتفال بالسنة الهجرية في الأردن ليس مجرد طقس سنوي، بل هو استحضار لمرحلة تأسيسية من تاريخ الأمة، وتجديد للولاء للدين والوطن، وتذكير بأن التغيير والإصلاح يتطلبان إيمانًا، وتخطيطًا، وصبرًا. ومن هنا، فإن الأردن يُجسّد من خلال هذا الاحتفال عمق انتمائه الإسلامي، وحرصه على بقاء القيم النبوية حيّة في واقع الناس..