في إنجاز لافت، سجّل المتسابق الأردني أحمد خضر، ذو الأربعة وعشرين ربيعًا، تأهّلًا باهرًا إلى الأدوار النهائية من البرنامج العربي الرياضي الأول "كأس تحدي الجمهور 2 (تحدي الثلاثين)". وقد جاء هذا التأهل بعد أداء مميز في الأدوار التمهيدية التي أُقيمت في الأردن، حيث لفت الأنظار بذكائه وسرعة بديهته، لتنتشر حلقته بشكل واسع وتحظى بتفاعل كبير من المتابعين.
في قلب الأستوديو، وسط الأضواء والكاميرات، جلس هادئًا كعادته، وعيناه تراقبان التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة. لم يكن بحاجة للتفكير طويلًا، فحين يُطرح عليه السؤال، يأتي الجواب بسلاسة وثقة، وكأنه كان ينتظره منذ دقائق. تحليلاته دقيقة، واجوبته حاضرة دائمًا في ذهنه، يربط بين الأسئلة المطروحة بأجوبة نموذجية وكأنه في اختبار مصيري، بكل خبرة وهدوء يفرض الاحترام.
كان إذا تحدث، أبهر من شاهده بدهائه. لا يحتاج إلى وقت طويل ليستوعب السؤال أو يفكر به لثواني معدودة؛ يكفيه نظرة أو جملة عابرة ليكوّن صورة مبهرة لدى لجنة المسابقة في البرنامج، وأنه ليس مجرد متسابق اتى للمشاركة فحسب. ذهنه يعمل كآلة دقيقة، يلتقط الأجوبة الصعبة التي لا يعرفها غيره من المتسابقين، ويربط بين الأمور بطريقة تبهر الجميع. سريع البديهة، حاضر الجواب، لا تفوته فرصة لإظهار ذكائه اللماح. في الحوار، يصيب بكلماته كما يصيب السهم هدفه، وفي الأسئلة الصعبة التي تصنع مواقف حرجة لدى المشاركين، كان أول من يجد الحل.
كان أحمد مختلفًا عن غيره، لا يجيب فقط، بل يبني إجابته على خيوطٍ يلتقطها من كل سؤال يُطرح عليه. تفكيره متسلسل، عيناه تتحركان بسرعة وهو يبحث عن الرابط الخفي بين المعلومة والسياق. حين يُسأل سؤال معين، وكأنه ينسج خريطة متكاملة من المعاني. لا تفوته الإشارات، حتى في طريقة طرح السؤال، فيقرأ ما وراء الكلمات ليقدّم إجابة ذكية، متماسكة، ومليئة بالمعرفة. كانت اللجنة لا تتفاعل فقط مع ما يقول، بل مع كيف يقول، وكيف يحوّل كل لحظة إلى فرصة لإبهارهم بعقله السريع وربطه العميق.
أمنيات التوفيق له في الأدوار القادمة، فقد اجتهد، وواجه التحديات بثبات. نعلم أن الفوز لا يأتي صدفة، بل يُنتزع بالإصرار، وهذا ما رأيناه فيه.