رغم المسؤوليات والصلاحيات الممنوحة للمجالس المحلية إلا أنه يجب أن يتخطى حضورها السياسي والاعلامي والخدمي موقعها بأشواط،واهم ما على عاتقها هو إحياء معنى المواطنة عن طريق تجنيب المواطن المصاعب اليومية مما يرتب عليها قيامها بواجباتها الخدمية بشكل صحيح ومتكامل، وعلى الجانب الاخر لا يمكن انكار دور المجالس المحلية في توعية وتثقيف مجتمعاتها, ولديها القدرة ايضا على معالجة ملف تمكين المرأة والشباب بطرق عدة,فعليها ان تسهر على محاربة ظواهر الاقصاء من المساهمة في المجتمع بكل اشكالها. 

ويجب ان يكون لها دور مهم في التوعية بشؤون العنف الاسري وخصوصًا ضد المرأة فالمجالس المحلية لها الشرعية للحديث عن المرأة ودورها في كل القطاعات, والشباب وكيفية تمكينهم على المستوى الاقتصادي والمعرفي. 

واهم مايقع على عاتق المجالس المحلية هو السير في عملية مشاركة المرأة والشباب فعلى الرغم من الدعوات الحثيثة الا ان جهد انخراط المرأة في الحياة السياسية قد يواجه عقبات عدة اهمها قبول المجتمع نفسه باضطلاع المرأة بدور قيادي, او تسليم الشباب مواقع تمكنهم من خدمة مجتمعاتهم بالشكل المناسب بعيدا عن البيروقراطية الحكومية والاسلوب القديم في ادارة الملفات والشؤون المحلية.

ارى ان المطلوب من المجالس المحلية هو العمل على مجتمعاتها بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات على جلب الاستثمارات ورفع نسب الوعي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية بوجود إستراتيجيات واضحة قصيرة وطويلة المدى. اضافة الي ان العمل في المواقع القيادية المحلية هو تدريب عملي ومؤهل للوصول الي مواقع السلطة التي تمكن الفرد من تقديم خدماته على مستوى الوطن وهو اداة فرز للمواطن حتى يختار صاحب الكفاءة والخبر والامانة. 

وعلى صعيد الاعلام فمن واجب المجالس المحلية تسليط الضوء باستخدام كل الوسائل المتاحة لها على المشاكل والعقبات التي تعيقها عن اداء واجبها من جهه, ومن جهه اخرى تلميع الانجازات في المجتمعات المحلية على الصعيد المؤسسي أو الفردي ودعم وتسهيل عملية التسويق للمشاريع التنموية والاستثمارات في المنطقة, وخلق حالة من التشاور والتشاركية في صنع القرار ووضع الاوليات عن طريق الاعلام ووسائل التواصل المتاحة. 

وفي النهاية ان الهدف من هذه المجالس هو اشراك المواطنين في ادارة الامور المحلية الخاصة بهم, مما يعزز مبدأ المسائلة الصريحة لان المسؤولين المباشرين في المحافظات اقرب الي الناس وهذا التواصل اليومي من المفترض ان يدفع باتجاه مجالس صحية تلبي الطموحات