● في وطن يرفع شعار "الله… الوطن… الملك"، تظل دائرة المخابرات العامة تجسيدًا حيًّا لمعاني هذا الشعار، فالله غاية، والوطن أمانة، والملك قيادة. ومنذ نشأتها، كانت المخابرات العامة السياج الذي يحمي السيادة، والعين التي لا تنام لتصون الأرض والإنسان، واليد القادرة على إحباط كل تهديد قبل أن يلامس أمن الوطن واستقراره.
● لقد أدرك الأردنيون أن وجود هذا الجهاز ليس تفصيلًا إداريًا عابرًا، بل هو ركيزة من ركائز الدولة، يقوم على العمل الدؤوب والتخطيط العميق، ويستند إلى عقيدة راسخة عنوانها الولاء والانتماء. ومن خلال هذا النهج، استطاعت المخابرات العامة أن تترجم رؤية القيادة الهاشمية في صون الاستقرار، وأن تبني لنفسها مكانة عربية ودولية مرموقة، يشار إليها بالبنان كجهاز محترف وموثوق.
● وفي صميم هذه الاحترافية يقف الجنرال أحمد حسني حاتوقاي، رجل الدولة الذي عرف دهاليز العمل الاستخباري، وأثبت أن القيادة ليست رتبة أو منصبًا، بل كفاءة راسخة وحكمة في إدارة المواقف. بحضوره المتزن وحنكته المشهودة، عزز الجهاز قدرته على مواجهة أعقد التحديات، فكان مثالًا على القيادة التي توظف الخبرة لخدمة المصلحة الوطنية العليا.
●وإلى جانب هذه القيادة الحكيمة، يقف رجال المخابرات من ضباط وضباط صف، جنود الخفاء الذين لا يعرفون إلا لغة الواجب. يعملون بعزيمة لا تهدأ، ويضعون أمن الوطن فوق كل اعتبار، يلاحقون الخطر قبل أن يطل برأسه، ويصنعون الطمأنينة التي ينعم بها الأردنيون كل يوم. هم الامتداد العملي لفكر القيادة، وذراعها التي تحبط المؤامرات وتحمي الاستقرار.
●لقد أثبتت التجارب أن المخابرات العامة لم تكن يومًا جهازًا انعزاليًا، بل كانت حاضرة في صلب القرار الوطني، تمد صانع القرار بالمعلومة الموثوقة والتحليل العميق، فتشكل بذلك صمام أمان يحفظ بوصلة الدولة ويقيها الانزلاق في متاهات الحسابات الضيقة أو ردود الفعل العاطفية.
●وهكذا، يتأكد للأردنيين أن المخابرات العامة ليست مجرد مؤسسة أمنية، بل مدرسة وطنية متكاملة، تزرع في منتسبيها معنى التضحية والولاء، وتجسد بعملها اليومي قيمة الانتماء الحقيقي للأرض والعرش. إنها الحصن المنيع الذي لا يُرى إلا في لحظة الشدة، وحين يُرى يكون حاسمًا وقاطعًا.
●ولأن الواجب إذا أُدي بإخلاص يستحق الشكر، فإن كلمات الامتنان تبقى قليلة أمام عظمة ما يقدمه رجال المخابرات العامة من تضحيات وصبر ويقظة. فشكرًا لمديرها الجنرال أحمد حسني حاتوقاي على قيادته الحكيمة، وشكرًا لكل ضابط وجندي يسهر ليبقى الأردن واحة أمن واستقرار. وإن كان الجزاء عند الله أعظم، فإن تقدير الوطن لكم رصيد لا ينفذ. !!!