" بني عطية حي بني عطية في مدحهم لا يكفي لشعري كتاب
بني عطية جود من طيب نيه ؛ للضيف والجيران مفتوحة أبواب " .
ما زال عرار ايقونة الاردن يصدح من خشم الخزعلي أعلى سنام رم :
" يا أخت رم ! كيف رم ؟ وكيف حال بني عطيه ؟!
هل ما تزال هضابهم شمّا وديرتهم عذيه ؟
سقياً لعهدك والحياة كما نؤملها رضيه
وتلاع وادي اليتم ضاحكة وتربتها غنيه " .
اقول لنبوءة الشاعر النحرير عرار ، كانت وما زالت بني عطيه كريمة الجد والنسب ، حمر السيوف ، من الاقرع والحرة وقاع لالا إلى القطرانة ، تصدح رهاتها وشرفتها وهرماسها :
لا هاضت بني عطيه تزلزل طبيق وخشم متروك
وتوحدت حسمى ، ولبت القطرانة ورم وتبوك .
الحمد لله انني من حمى تتدثر فيه العشائر بالعروبة والمروءة والنخوة والحمية ، على الرغم من سايكس بيكو ، لا زال تاريخ التواصل بين القبائل والطبيعة تتزاوج فيه أواصر المحبة والتواصل ، فما بين جزيرة العرب وهلال العرب الخصيب عراقه وشامه ، كانت القوافل تسير من اليمن إلى طوروس رغم انف الروم لا يوقفها أحد ، وكانت الخيول تصهل على ساحل عُمان وتشرب من نهر الفرات رغم انف العجم ، ما بين الهلال الخصيب وجزيرة العرب انصهار ما بين الطبيعة والانسان في وحدة الدم واللغة والتاريخ والمصير والمشاعر ، فكيف عطسة غلج وارتجافة قلم رسمت حدود عشرات الدول على الورق ، ارتفعت بعدها مئات المتاريس والحواجز والسواتر والمنافذ على الأرض .
بني عطية تاريخ يمتد من تيماء إلى تبوك إلى القطرانة وسيناء والإسماعيلية :
اجمع الرواة لما ثبت بالتواتر من ثقاة النسابين ان الجد المؤسس لبني عطية هو معاز من نسل أسد بن ربيعة العدنانية .
وقد رجح الباحثون المحدثون ان بني عطية تنسب لعطية العوفي البكري الذي عرفه بن حزم فقال عنه هو من بني عوف بن سعد فخذ من بني عمرو بن عباد بن بكر بن وائل .
" أنا جنوبي صح لو الزمن جار و افخر بساسي والسلوم الطريه
وميلادي بتبوك وللحين بجوار يا سعد عين الجار بني عطيه
يا فزعة المضيوم في سر وجهار يا محتمين الذود والنار حيه " .
تبوك ، عطوية القلب والوجه واللسان ، مدينة الورود والحنطة ، المدينة التي انتصر على بواباتها جيش العسرة على مسيرة شهر دون قتال ، والمدينة التي قال عنها معلم البشرية صلى الله عليه وسلم وهو يحثو الماء من عين تبوك " يوشك يا معاذ ان طالت بك الحياة ان ترى ها هنا قد ملىء جنانا " .
" ارجع لدارٍ جا هواها على الكيف تبوك دار مبهرين الدلالي
بني عطية لانتخى الرمح بالسيف ما منهم اللي بالمنية يبالي
ذولا ربيع الضيف ما هي سواليف فعل حفظه الوقت مبطي وتالي
ذولا معشيه الطيور المهاديف يوم الردي يبخل بصرف الريالي ".
القطرانة المنزل المبارك على طريق الحجيج ، وحاضنة بني عطية ، قال عنها ابراهيم الخباري في تحفة الأدباء وسلوة الغرباء " وصلنا إلى المنزل المبارك المسمى بالقطراني ، فإذا هو وادٍ فسيح به عذوبة هواء ، ونسيم رطب ، ولا اقول ريح ، فيه قلعة عظيمة البناء لائحة الاشراق والسناء ".
واسمعوا معي أرجوزة بدر الدين الحلبي في دليل المجتاز لارض الحجاز :
" يا حسن ما وافوا إلى السواقه والسعد قد مد لهم رواقه
ثم استقلوا السير للقطراني والعز والإقبال منهم داني " .
يقول سالم مفرح العلياني من زوادة ذكرياته " كانت أكوام الحبوب مثل الجبال فيها وتصدر من هنا إلى ميناء حيفا ومناطق أخرى وكان هناك عسكر وفرسان يشرفون على الحبوب " .
وقال قاسم الوحيدي الحلبي " وبها بركة عظيمة تروي الظمآن والظمآنة ثم سرنا إلى غدير السلطان " .
القطرانة المدينة التي يقطن قلبها بني عطية والحجايا والنعيمات والمعانية ، وتتكئ على قصور بشير وخشيم متروك واللواء الأربعين .
هنا الأصفر ، ومن لا يعرف الأصفر التاريخ العذي بالجود والكرم ، منارة من منارات الطريق الصحراوي ، وقلعة جود لا يغلق بابها .
" أنا اسألك يا حمود ما مضيف الطير وش ضيفك للطير ياوي ضيفه
الله واعلم ما تعرف المخاسير تذبح طلي للطير كله عليفه
الناس بالطليان تجمع دنانير وتذبح لطير بالخضيري شخيفه ".