حين يمتلك المجتمع ،القدرة على استثمار الموارد المتاحة بذكاء ،يصبح أكثر قدرة على الصمود ،وتحقيق معدلات للنمو أسرع وأفضل ،لأن توجيه الإمكانات البسيطة، نحو مشاريع إنتاجية صغيرة ،يقودها الشباب والنساء ، يعد مدخلا استراتيجيا لرفع الناتج المحلي ،وتعزيز الاستقلال الاقتصادي .
القوة الحقيقية لا تكمن دائما في وفرة الموارد ، بل في حسن استغلالها ،وقد بات جليا أنه يوجد شركات ناشئة ، ومشاريع إنتاجية صغيره ،ناجحة على أرض الواقع .
فالكثير من الأفكار المبدعة ،تبدأ من إمكانات محدودة ،قطعة أرض صغيره ، يمكن تحويلها إلى مشروع زراعي عالي الإنتاجية، أو حرفي ،وباتت المشاريع الرقمية، ذات مجهود أقل، ونسبة نجاح أكبر ،من خلال فتح نوافذ وخدمات الكترونية ، وكهذه النماذج حين تتوسع ،تشكل شبكة اقتصادية متكاملة ، تدعم الناتج المحلي .
وإشراك المرأة والشباب اليافعين ، في النشاط الاقتصادي ،هو استثمار وطني طويل الأمد ، المرأة بما تمتلكه من مهارات تنظيمية، وقدرة على الابتكار، والشباب بما لديهم من طاقة ، وإلمام بالتقنيات الحديثة ، قادرون على إطلاق مشاريع إنتاجية ، باستخدام الحد الأدنى من الموارد ،وتحويلها إلى مصدر دخل مستدام .
هذا الدور المزدوج ، يسهم في الحد من البطالة ، ورفع معدلات الإنتاج ،وتوسيع قاعدة المستهلك ، للمنتج المحلي .
ومن بعض المشاريع ، التقنيات الزراعية المبتكرة ، مثل الزراعة المائية ،والزراعة على الأسطح ، لتوفير منتجات طازجة ، للمجتمع والمطاعم ،
أيضا إعادة التدوير ،والصناعات الإبداعية ، كتحويل المخلفات إلى منتجات فنية ، أو منزلية قابلة للتسويق ، وهنا اذكر أنه لدينا قصص نجاح ، نتمنى أن تكون ملهمة للآخرين ، ذلك حين يسلط الضوء عليها ،كمشروع تجاري ، وليس فقط هواية .
أيضا الاقتصاد الرقمي المصغر، من خلال استثمار الهواتف الذكية ، في تقديم خدمات التصميم ،والتسويق، والتعليم والاستشارات عن بعد .
وفي هذا المساق ،نجد كثير من الشباب التواق لهذا العمل ،وقادر على النجاح فيه ،لكن يحتاج التوجيه ،والدعم والتدريب .
كذلك من مقومات النجاح ،وتقليل الكلف الإنتاجية ،وزيادة الأرباح ،مشاركة المعدات والموارد ،بين مجموعات العمل ، من خلال التعاون الإنتاجي .
وكي يصبح هذا ممكنا ،ويحول من الفكرة ،إلى التطبيق ، نحتاج ركيزة بناء مجتمعية ، من الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني ،ومؤسسة التدريب المهني ، وصناع القرار ، لعمل مشاريع قابلة للتطبيق ، بأقل التكاليف ، والموارد المتاحة ، أيضا تقديم القروض الميسرة ،
وإنشاء منصات تسويق وطنية ،وربطها بالأسواق الخارجية ،كذلك إطلاق برامج تدريب مكثفة ، في إدارة المشاريع والتسويق الإلكتروني ، بطريقة ممنهجة ، تحميهم من الجرائم الالكترونية .
كذلك الأمر تسهيل إجراءات الترخيص ، والتشغيل للمشاريع الصغيرة .
أن نجاح هذه المشاريع ،لا يرفع فقط الناتج المحلي ، بل يعزز الاستقرار الاجتماعي ، من خلال توفير فرص عمل ، وتقليل الاعتماد على المساعدات ،وتعزيز الثقة بقدرات الأفراد ،على الإنتاج والمنافسة .
إن تمكين المرأة والشباب ، هو استثمار في استدامة المجتمع ، وقوته الاقتصادية .
الاقتصاد القوي ، لا يبنى فقط من المشاريع الرأس مالية ، أو الاستثمارات الضخمة فقط ، إنما أيضا من مبادرات صغيرة ، تتحول إلى روافع اقتصادية ، وعندما تتحول الموارد البسيطة ، إلى أدوات إنتاج فعالة ، بيد المرأة والشباب ،يصبح المجتمع أكثر قدرة على مواجهة الأزمات ، وأكثر استعدادا لكتابة قصص نجاح ، ذات أثر تنموي مستدام ، وملهمة للآخرين .
ماجده محمد الشوبكي
رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام ووحدة تمكين المرأة والشباب