يمثل الاردن حالة مميزة وفريدة في الوطن العربي، فالشعب الاردني اكثر الشعوب العربية تأثر بما يحصل لاي قطر عربي، وتجد الطفل والشيخ الكبير يتحدث بحرقة ان اصاب اي بلد عربي مكروه، فهو القومي للعرب، والاممي مع الامة الاسلامية.
لقد تاثر الاردنيون وتفاعلوا مع كل حركات التحرر العربي، واستشهد من الاردنيين على ثرى المغرب العربي ابان حركات التحرر في ليبيا، و الجزائر، و تونس، وفي المشرق العربي في سوريا، والعراق، والجزيرة العربية، واليمن، وتبرع الجند بدمهم للعرب تارة و رواتبهم تارة أخرى دعما لحركات التحرر العربية، وقدم المعلم و المهني الاردني جهده في سبيل النهوض في مختلف البلدان العربية، اما فلسطين فلن اتحدث عنها لان ترابها يشهد ويعرف من قاتل ودافع عنها بحق، و لو عملت عملية تحليلية للتراب الفلسطيني لوجد ان نسبة الدم الاردني الممزوج بالتراب الفلسطيني يعادل دماء كل من تغنوا بالعروبة اعلاميا.
مع ذلك نجد ان البعض من الاشقاء بدل ان يرد الجميل بالجميل، او السكوت، لا يزال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ينعق، كما كانت تنعق بعض المحطات الاعلامية العربية في منتصف القرن الماضي ضد الاردن.
اوجعنا جدا انتهاك حرمة الاراضي القطرية الشقيقة، وتطاول العدو على عاصمة عربية، وشعرنا ان ما تعرضت له قطر هو عدوان علينا في الاردن، وتالمنا عندما ضربت دمشق والمدن السورية، وتونس، والعراق،واليمن، فهذا جرح في القلب واليد.
مع ذلك لم نسمع احد تحدث عن اي مجال جوي، اخترقه طيران العدو عندما ضرب العرق، واليمن، وليبيا و تونس، بالرغم ان بعض الدول التي ضربت، او مر من اجوائها الطيران الاسرائيلي، تملك اضعاف ما يملك الاردن من تقنيات دفاعية، وتكنولوجية يمكنها كشف طيران العدو وإسقاطه، لكن تلك الابواق تخرس ولا تتكلم هناك، ولاتجد مكان للتفرغ سمومها فيه، الا عبر كيل التهم للاردن، والتطاول عليه، مع هذا سيبقى الاردن يتعامل معهم كما تعامل يوسف مع اخوته من باب الود والرحم وليس من باب الضعف أو الاستجداء،
حمى الله الأردن وسائر البلدان العربية من كل مكروه.