عبيدات : "في أردن العز والفخر... يرفض
الهاشميون إلا أن يكونوا سندًا لأبناء الأمة"
نيروز – خاص - محمد محسن عبيدات
عبيدات : "ترانيم حوراني ليس كتابًا
يُقرأ فحسب، بل قلب يُسبر وذاكرة تحيا"
عبيدات: "القراءة ليست هواية نمارسها،
بل هي حياة نحياها"
عبيدات : "في بيادر حرثا ما زال هناك
من يصنع تاريخًا ويزرع قمحًا بعزيمة لا تلين"
عبيدات: "كل صفحة من ترانيم حوراني لحن،
وكل كلمة نسمة منعشة من سهول حوران"
عبيدات: "من بيوت الجدات الطينية ينبعث
صوت حوران.ألحان تُسمع بالقلوب قبل الآذان"
عبيدات : "لم أكن قادرًا على رفض دعوة
المؤلف... لأشهد مولد هذا الكتاب العتيد"
في أمسية
أردنية باذخة العطر، وبين ربوع حوران الوادعة، وقف معالي الأستاذ الدكتور نذير عبيدات
رئيس الجامعة الأردنية، مشاركًا أبناء حرثا لحظة ميلاد كتاب جديد يحمل بين دفتيه عبق
الأرض ونداء الروح، هو كتاب "ترانيم حوراني" للدكتور هاني عبيدات.
لم يكن
حديثه مجرد كلمة بروتوكولية عابرة، بل كان سفرًا من الحنين والانتماء، ووقوفًا عند
محطات ذاكرة جماعية صنعت هوية المكان وأصالته. بدأ كلمته قائلاً: "أسكن اليوم
معكم في وديان الطيبة والجمال، وفي أكناف بيدرنا، حيث هو بين بيادر الطيبين...".
جملة تستحضر صورة الريف الحوراني، حيث الحقول والبيادر، وحيث الأرض التي تروي حكاية
الإنسان الذي عاشها وأحبها وضحّى من أجلها.
معالي
الدكتور نذير عبيدات توقف عند المعنى الأسمى للكتاب والقراءة، حين استحضر كلمة
"اقرأ" التي كانت أول الوحي، فقال: "إن القراءة ليست هواية نمارسها،
بل هي حياة نحياها". في هذه العبارة اختزال لرحلة الأمة مع المعرفة، ودعوة متجددة
لأن تكون القراءة نافذةً على الوعي، وجسرًا نحو المستقبل. لم يصف الدكتور نذير عبيدات
الكتاب كنتاج أدبي فحسب، بل اعتبره جسرًا من الحروف نحو صرح حضاري ممتد، حيث كل صفحة
لحن، وكل كلمة نسمة منعشة من سهول حوران. إنها نصوص لا تُقرأ بالعين فقط، بل تُسمع
بالقلب، وتُعاش كذاكرة متجددة. يقول: "في هذا الكتاب تسمعون صوتًا ينبعث من بين
الحقول، من بيوت الجدات الطينية، تسمعون ألحانًا وأنغامًا تلتقطها القلوب قبل الآذان...".
وفي ختام
كلمته، حمل عبق الرسالة الوطنية والهاشمية، حيث ربط بين صوت حوران وصوت الأردن كلّه،
مؤكّدًا أن الأردن كان وسيبقى سندًا للأمة، خاصة في فلسطين وغزة وسائر أوطان العرب.
وأردف قائلاً: "حفظ الله الأردن، وحفظ جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم وولي
عهده الأمين".
لقد قدّم
الدكتور نذير عبيدات في كلمته لوحة متكاملة، تمزج بين سحر الأدب وعمق الرسالة، بين
عشق الأرض وإيمان الإنسان، بين الماضي المشرق والحاضر المليء بالتحديات. فكلماته لم
تكن مجرّد إشادة بكتاب، بل كانت صرخة وجدانية تقول: إن حوران ليست مجرد جغرافيا، بل
هي روح متدفقة، وإن "ترانيم حوراني" ليست صفحات مطبوعة، بل ذاكرة حيّة تتنفس
مع كل قارئ وتكبر مع كل جيل.
تألقت أجواء الاحتفاء بكتاب "ترانيم حوراني"، الذي نظمته هيئة اليرموك للتنمية الثقافية والاجتماعية ممثلةً بالسيد خالد إسكندر عبيدات، مرحبًا بحفاوة بالراعي والحضور، في رحاب ديوان الشيخ قويدر عبيدات ببلدة حرثا. في تلك الأمسية، تناغمت الكلمات مع عبق المكان وذاكرة التاريخ، لتصنع لوحة أدبية واجتماعية بديعة.
قدّمت
الأديبة جينا صالح مفردات الحفل ببلاغةٍ رفيعة، ممهّدة الطريق أمام سلسلة من القراءات
الإبداعية التي أضاءت فضاء الأمسية؛ فصدحت كلمات الأديب سمير أيوب، والدكتور أحمد النوتي،
والأديب رائد حجازي، والدكتور ذوقان عبيدات، فيما أضفى الفنان محمود حمادنة مع فرقته
لمسة فنية عزّزت من ألق المشهد وبهائه.
وفي كلمة
مؤثرة، ثمّن الأديب الدكتور هاني عبيدات هذا الحضور المهيب، قائلاً: "لقد كتبتُ
ترانيمي من نبض الأرض، من ذاكرة الجدّات، ومن الحكايات التي تعيش في الحقول والبيادر...
لم أكتب عن حوران، بل كتبتُ بها ومنها، فهي ليست جغرافيا فحسب، بل روح تسكنني حيثما
ارتحلت". وأضاف: "هذا الكتاب ليس ملكي وحدي، بل هو لكل من عشق هذه الأرض
وعاش تفاصيلها... لكل شهيد روى ثراها بدمه، ولكل معلم فضّل الجوع على أن يحرم أبناءه
نور العلم"، مؤكدًا أن "الترانيم الحورانية ما هي إلا أغنيات صادقة تنبع
من وجدان المكان لتصل إلى وجدان الأمة".
واختتم
الحفل بلحظة مميزة حين جرى تكريم المؤلف من قبل عدد من المؤسسات والهيئات التطوعية
في محافظة إربد، تقديرًا لعطائه وإبداعه. وقد حضر الأمسية حشد واسع من الشخصيات الأدبية
والثقافية والاجتماعية والأكاديمية، إلى جانب رجال أعمال وأبناء المجتمع المحلي، الذين
ملأوا المكان دفئًا وفخرًا، في احتفاء يليق بميلاد كتاب يسكن الروح ويستدعي الذاكرة.