إن احترام التخصص وإعطاء المهمة لأصحابها يُعد من أهم ركائز النجاح في إدارة شؤون الدولة والمجتمع. فالهندسة مثلًا لا يمكن أن يعبث بها غير المهندس، لأن أي تدخل من غير المختصين يهدد البناء بالخلل وربما الانهيار. وكذلك إعداد الأمة للحرب لا يجوز أن يخضع لاجتهادات غير الخبراء العسكريين، فهم وحدهم القادرون على تحديد أساليب الإعداد وأدواته ووسائله بما يحقق الكفاءة والجاهزية.
إن التجارب التاريخية والمعاصرة أثبتت أن الفتوى أو القرار في غير مجال الاختصاص يجر الويلات على الأمة ويضعف قدرتها على مواجهة التحديات. فكما أن الطبيب هو المؤهل لمعالجة المرض، والمهندس هو المسؤول عن سلامة البناء، فإن القائد العسكري والمخطط الاستراتيجي هما الأقدر على إدارة شؤون الأمن والدفاع.
ومن هنا تأتي أهمية أن يُعطى كل علمٍ لأهله، وأن يُترك كل مجال لخبرائه، لأن في ذلك ضمانًا للجودة، وحمايةً للمصلحة العامة، وصونًا لسلامة المجتمع والدولة من القرارات المرتجلة وغير المدروسة. إن احترام التخصص ليس خيارًا ترفيًّا، بل هو قاعدة راسخة لتحقيق التوازن والاستقرار ولامن.
وفي النهاية. حمى الله الاردن قيادة وشعبا ووطنا من كل مكروة، تحت ظل قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده سمو الأمير الحسين. وأدام علينا نعمة الأمن والاستقرار انه نعم المولى ونعم المجيب.
اللواء " م" الدكتور مفلح الزيدانين.
متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية