في سجل الرجال الكبار، يسطع اسم العميد المتقاعد عباس محمد الدبوبي كرمزٍ للأمن الذي ارتقى من كونه وظيفة إلى أن أصبح رسالة صلح ومحبة بين الناس.
لم يكن مجرد مدير شرطة أو قائد ميداني، بل كان صانع سلام، يطفئ نيران الفتنة حيثما حلّ، ويحوّل الخلاف إلى مصافحة، والخصومة إلى مودة.
المناطق التي خدم فيها كانت شاهدة على بصماته الفريدة: ملفات المحاكم شبه فارغة، والقضايا تكاد تنعدم، حتى تساءل أهل الاختصاص بدهشة:
"لماذا لا توجد قضايا في مناطق عباس بيك الدبوبي؟"
وكان جوابه راسخًا بثقة القائد المؤمن برسالته:
"تربيت على يد أبٍ جندي ومحارب قديم، علّمني أن إصلاح ذات البين عبادة، وأن الخير يبقى ما دامت النفوس نقية. أبناء عم اختلفوا، إخوة تشاجروا… كنت أجمعهم في مكتبي، يتصافحون ويتصالحون ويخرجون كأشقاء. لو أرسلتهم للمحكمة لزرعت بينهم بغضاء تدوم سنين. حتى الأب الذي يشتكي أبناءه، كنت أذكّرهم ببرّ الوالدين فيخرجون وقلوبهم متماسكة. هذا ما أمرنا الله به، وما يحثنا عليه جلالة سيدنا: أن تكون يدنا ممدودة بالخير قبل أي إجراء."
هكذا جعل عباس الدبوبي من موقعه بيتًا للصلح، ومن الأمن العام منارةً للمحبة، حتى صار اسمه مرادفًا للصفح والمروءة، لا يُذكر إلا مقرونًا بالخير.
رجالٌ كهذا الرجل هم زينة الأوطان، يتركون أثرًا لا يُمحى، ويجعلون من المسؤولية رسالةً ومن الخدمة العامة بابًا للعدل والوداد.
دمت يا عباس الدبوبي صفحة مضيئة في سجل الرجال الذين نفتخر بهم، ومتّعك الله بالصحة والعافية.