في إطار فعاليات الدورة ال 39 من مهرجان جرش للثقافة والفنون وضمن مبادرة "بانوراما رجالات جرش" أقيمت على مسرح الصوت والضوء جلسة توثيقية خاصة لاستذكار السيرة الوطنية والمجتمعية للشيخ الراحل محمد العيطان الحراحشة، أحد رموز الأردن البارزين في النصف الأول من القرن العشرين وذلك بالتعاون مع منتدى جبل العتمات الثقافي.
شهدت الجلسة حضورا رسميا لافتا تقدمه محافظ جرش الدكتور مالك خريسات ورئيس لجنة بلدية جرش الكبرى الباشا محمد بني ياسين ،النائب بدر الحراحش، الباشا عقلة الغمار الزبون، الدكتور عبدالله الخوالدة، كما حضرها الشيخ خالد العيطان الحراحشة والمحامي جعفر العيطان إلى جانب جمع من الشخصيات الأكاديمية والثقافية والإعلامية.
وتناولت الجلسة مجموعة من الشهادات التوثيقية قدمها الشيخ طلال القاضي والدكتور عاقل الخوالدة وادار الجلسة الدكتور أشرف قواقزة حيث استعرض المتحدثون السيرة السياسية والوطنية للشيخ محمد العيطان، مشيرين إلى دوره البارز في صياغة البدايات التشريعية للدولة الأردنية، وانخراطه المبكر في العمل النيابي والوطني، وحرصه على دعم مؤسسات الدولة في مراحلها التأسيسية إلى جانب تمثيله الفاعل لعشيرته في المحافل السياسية.
وتناولت الجلسة عرض ملامح من السيرة الوطنية للشيخ محمد العيطان الذي ولد عام 1877، في أسرة عرفت بالزعامة والقضاء العشائري في منطقة بني حسن ووالده هو الشيخ عيطان الحرحشي أحد قضاة القبيلة الثلاثة، وجده الشيخ حمد الحرحشي كان عضوا في مجلس إدارة السلط عام 1869، وشارك العيطان في لجنة صياغة قانون المجلس التشريعي الأول عام 1923، وانتخب نائبا في البرلمان الأردني عامي 1931 و1934 ممثلا عن الحراحشة.
ومثل العيطان لواء عجلون في المؤتمر الوطني الأردني الأول عام 1928، وكان عضوا في لجنته التنفيذية كما شارك في مؤتمر الشيوخ في القدس عام 1933، الذي رفض المشروع الصهيوني، وطالب بتعديل المعاهدة البريطانية، لينال وسام نيشان المجيدي من السلطان العثماني عام 1915.
ودعي العيطان من قبل السلطان عبد الحميد الثاني للمشاركة في صلاة التحدي في المسجد الأقصى عام 1907، وساند الثورة السورية في جبل الدروز ويعد أول نائب في البرلمان الأردني عن قبيلة بني حسن عام 1947.
أنعم عليه جلالة الملك عبدالله الثاني بوسام مئوية الدولة الأردنية الأول تقديرا لإسهاماته الوطنية.
رحم الله الشيخ محمد العيطان وكل رجالات الوطن الأوفياء الذين أسهموا في بناء الدولة وزرعوا القيم في مسيرتها....