شهد مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39 مشاركة واسعة من السيدات اللواتي قدمن منتجاتهن اليدوية، الحرفية والغذائية في تجربة تعكس أهمية المهرجان كمنصة لتمكين المرأة وتعزيز حضورها الاقتصادي والاجتماعي في ظل محدودية فرص العمل المتاحة.
وأعربت المشاركات عن سعادتهن بفرصة عرض منتجاتهن وتسويقها مباشرة أمام الجمهور، مؤكدات أن المهرجان لا يمثل فقط واجهة ثقافية وتراثية، بل بوابة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الدور الاقتصادي للمرأة في مجتمعاتها.
وخلال جولة تفقدية اطلع فيها محافظ جرش الدكتور مالك خريسات برفقة رئيس اللجنة المحلية لبلدية جرش الكبرى الباشا محمد بني ياسين على جاهزية البازار واحتياجات السيدات المشاركات، مؤكدين دعمهم لجهود التمكين الاقتصادي المحلي .
من جهتها أكدت مديرة وحدة تمكين المرأة إيمان بني مصطفى أن مشاركة المرأة في المهرجان تمثّل خطوة مهمة نحو تعزيز فرص التسويق على نطاق أوسع سواء من خلال المبادرات الفردية أو عبر الجمعيات الخيرية والتعاونية.
وأضافت بني مصطفى ان تمكين المرأة يبدأ من داخل الأسرة، وينتقل بتأثيره إلى المجتمع الأوسع حين تتمكن المرأة من الإنتاج والتسويق فهي تخلق بدورها فرصاً جديدة للشباب والشابات في محيطها، وتساهم في تخفيف تحديات البطالة.
ودعت بني مصطفى الزوار إلى دعم هذه المبادرات من خلال زيارة البازار، وشراء المنتجات المحلية التي تمثل مصدر دخل رئيسي للكثير من الأسر.
بدورها أوضحت أماني الزبون منسقة وحدة تمكين المرأة في بلدية جرش الكبرى أن التمكين الاقتصادي هو الهدف الأهم من مشاركة السيدات في المهرجان مشيرة إلى أن ما تقدمه النساء من منتجات تقليدية يلقى رواجا واسعًا بين الزوار والسياح.
وأضافت الزبون ان مهرجان جرش بات منصة سياحية وتراثية كبرى، تستقطب آلاف الزوار من داخل الأردن وخارجه، وهو ما يفتح فرصًا حقيقية أمام المشارِكات لتوسيع دائرة الانتشار وزيادة الدخل، وبالتالي الإسهام في تنمية المجتمع المحلي.
وتحدثت احدى المشاركات في مهرجان جرش اعتدال حميدان عن مشاركتها التي وفرت لها مردودا ماليا جيدا، وفتح أمامها آفاقا جديدة للمشاركة والتوسع في تسويق منتجاتها.
وطالبت الجهات المعنية بفتح قنوات تواصل دائمة مع جهات تسويق المنتجات على مدار العام، لضمان استدامة الدخل.
أما ماجدة قرقودة، فأعربت عن شغفها بالمشاركة في المهرجان سنويًا، مشيرة إلى أنها استطاعت من خلال دخلها المتأتي من بيع المنتجات دعم أبنائها الخمسة في إتمام دراستهم الجامعية.
مبينه ان الظروف الاقتصادية دفعتها للمساهمة في مصاريف المنزل، لذا عملها ساعدها على تحقيق اكتفاء ذاتي لعائلتي، وأتمنى إقامة سوق دائم في محافظة جرش لتسويق منتجات النساء، ومواصلة دعم تمكينهن الاقتصادي."