لم يكن صباح اليوم عاديًا، بل كان صباحًا أسودًا سالت فيه دموع السماء، وانكسر فيه قلب أم، وتحطمت فيه أحلام عائلة بأكملها، برحيل الشاب عماد فايز محمد ضيف الله الضمور، إثر حادث سير أليم ومفجع، خطفه من الحياة دون وداع.
عماد، الذي لم يُكمل بعد فصول شبابه، خرج من بيته مبتسمًا، طيب القلب كما عهدوه، لكنه عاد ملفوفًا بكفن أبيض، صامتًا لا يُجيب، ووجهه الطاهر يشكو قسوة الفراق.
لقد أوجع الرحيل قلوب كل من عرفوه، فهو الشاب المهذب، الخدوم، الذي لا يرد محتاجًا ولا يؤذي أحدًا.. كان يحمل الخير في عينيه، والسكينة في صوته، والحياة في خطواته، حتى جاء القدر ليخطفه دون رحمة.
تتوشح مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد، وتئن الأرض من هول الفاجعة، فكيف يُحتمل غياب عماد؟ وكيف تنطفئ شمعةٌ بهذا النقاء فجأة؟ وكيف تُغلق صفحة شاب ما زال في أول الطريق؟
وداعًا يا عماد.. يا من بكاك الحجر قبل البشر، واهتزت السماء حزنًا عليك، وستبقى ذكراك نورًا في القلوب التي أحبتك، وألمًا في صدور لن تنساك ما دامت تنبض.