تمثل العلاقة بين الأردن وقطاع غزة نموذجًا فريدًا من التضامن الإنساني والسياسي، تجذّرت عبر التاريخ وتعزّزت في أوقات الأزمات، خصوصًا مع تصاعد العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، وما يعانيه أهل غزة من حصار وتجويع ونقص في الرعاية الصحية
تاريخ طويل من الدعم والمواقف الثابتة
منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، وقفت المملكة الأردنية الهاشمية إلى جانب الشعب الفلسطيني في مختلف المحطات. وقد تجلّى ذلك في دعم سياسي ثابت للحقوق الفلسطينية، وخاصة في ملف القدس، إلى جانب تقديم الدعم الإنساني واللوجستي لغزة، التي تعاني منذ سنوات طويلة من الحصار الإسرائيلي.
جلالة الملك عبدالله الثاني لم يتوقف عن المطالبة بوقف العدوان على غزة، وفتح ممرات إنسانية دائمة وآمنة، كما دعا في مختلف المحافل الدولية إلى حماية المدنيين، خصوصًا النساء والأطفال، وتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين.
مساعدات إنسانية متواصلة رغم التحديات
في ظل الكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة، تصدّرت الأردن واجهة الدعم العربي والدولي، من خلال إرسال قوافل إغاثية ضخمة محمّلة بالأغذية والأدوية والاحتياجات الأساسية.
وأبرز ما قدمه الأردن:
المستشفى الميداني الأردني في غزة، الذي يعمل منذ سنوات، ويقدم خدمات طبية مجانية، ويستقبل مئات الحالات يوميًا.
• قوافل المساعدات البرية، التي انطلقت من الأراضي الأردنية نحو غزة بشكل منتظم عبر معبر كرم أبو سالم.
عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات، في ظل الحصار الخانق، بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية، والدول الصديقة.
• نقل أطفال مرضى من غزة للعلاج في المستشفيات الأردنية، وخاصة مرضى السرطان.
موقف شعبي ورسمي متكامل
الشعب الأردني بدوره لم يقف مكتوف اليدين، بل نظّم حملات دعم وتبرعات، وخرجت مسيرات في مدن مختلفة، تُعبّر عن تضامن الأردنيين مع إخوانهم في غزة.
كما شاركت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية ومؤسسات المجتمع المدني في حملات مستمرة لجمع التبرعات، وتنظيم حملات الإغاثة، بدعم مباشر من القيادة الهاشمية.
رؤية الأردن لحل القضية الفلسطينية
يرى الأردن أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وغزة جزء لا يتجزأ من هذه الدولة. لذلك، فإن دعم غزة بالنسبة للأردن ليس فقط إنسانيًا، بل هو جزء من الموقف السياسي الشامل تجاه القضية الفلسطينية