في مشهد يفيض بالمروءة والوفاء، وجّه عطوفة الأمين العام لوزارة التربية والتعليم الأردنية، الدكتور نواف العجارمة، رسالة عميقة في معانيها، حين أوعز باستضافة فريق فلسطين للمشاركة في البطولة العربية المدرسية، بعد إعلان انسحابه.
ففي زمن تتراجع فيه كثير من المواقف، ينهض الأردن بقياداته الواعية ليثبت مرة تلو الأخرى أننا يد واحدة وأن الأخوّة ليست شعارًا، بل افعال حية على أرض الواقع. فتحية تقدير وإكبار لعطوفة الدكتور نواف العجارمة، الذي جسّد بنبله وقراره وطنيته وولاءه لمبادئ الأمة، فكان قراره شعلة مضيئة في مسيرة دعم فلسطين وأهلها.
ليست هذه المبادرة مجرّد قرار تنظيمي أو رياضي، بل هي موقف وطني وإنساني بامتياز، يعكس الهوية الأردنية الحقيقية التي تقف دومًا إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في كل المحافل. فقد أدرك العجارمة، كما أدرك الشعب الأردني عبر عقود من الزمن، أن دعم فلسطين ليس خيارًا، بل واجبًا قوميًا وأخلاقيًا راسخًا في الوجدان.
وجاءت هذه اللفتة في توقيت دقيق، حيث تمر القضية الفلسطينية بمنعطفات سياسية صعبة، وتحاول أطراف مختلفة طمس الهوية الفلسطينية أو تغييب حضورها في المحافل العربية والدولية. ومن هنا، فإن استضافة الفريق الفلسطيني تحت مظلة أردنية تمثّل رسالة واضحة إلى الجميع مفادها أن الأردن لن يسمح بإقصاء فلسطين أو تهميشها، بل سيظل سندًا وعونًا وداعمًا ثابتًا على كل المستويات.
لم يكن الهدف رياضيًا بحتًا، بل إن هذه المبادرة تُعيد تعريف البطولة العربية المدرسية باعتبارها مساحة للوحدة، والدعم، والتكافل بين أبناء الوطن العربي. وقد برهن عطوفة الدكتور نواف العجارمة أن التربية والتعليم لا تعني فقط كتبًا ومناهج، بل تشمل أيضًا بناء القيم والضمير العربي، وغرس مفاهيم التضامن والانتماء.
وقوبلت هذه المبادرة بإشادة كبيرة من الأوساط التربوية والرياضية على مستوى الوطن العربي، حيث عبّر العديد من المراقبين عن إعجابهم بهذه اللفتة النبيلة، التي تتجاوز الاعتبارات الإدارية التقليدية، وتؤكد أن الأردن كان وسيبقى الحاضن الأول لفلسطين وأبنائها في كل ساحات العروبة.